فيه وجع بيعدي على البني آدم مش بيكسره مرة واحدة… بيكسره حتة حتة، وببطء. أنا مش مكتئب عشان خطة سفر وقعت. لأ… أنا مكتئب عشان اتعلقت بأمل كنت شايف فيه مخرج من كل حاجة، من الزنقة اللي عايش فيها، من الضغط، من الفراغ، من إحساس إني مش نافع في أي حاجة. أنا حاسس إني واقف في نص طريق مش ليا. لا قادر أرجع، ولا عارف أتحرك. حاسس إني متسحب مني كل حاجة مرة واحدة، وكأن الحياة بتقول لي: "أنت كنت بتحلم ليه أصلاً؟" أنا مش زعلان إن السفر راح… أنا موجوع إني كنت مصدق، كنت مبسوط ساعتها وأنا بجهز، كنت كل يوم بصحى على أمل، حسيت إن في فرصة هتفتحلي، وإن أخيرًا همشي من مكان حسسني طول عمري إني زيادة، إني تقيل، إني مش مكاني. وبعد كل دا؟ كل حاجة وقفت. فجأة. ومن غير حتى تفسير. وأمي اللي قالت لي "أجّل"، هي نفسها اللي خدت مني السبب الوحيد اللي خلاني أأجل… وقطعت علاقتها بالناس اللي كنت هسافر من خلالهم، واللي هم أصلاً أهلي. وأنا وقفت في النص. مش فاهم. مش عارف أتكلم. ولا حتى أزعل بصوت عالي. كل يوم بيعدي، بحس إني أبعد عن نفسي أكتر. بقيت بضحك مجاملة. بتكلم مجاملة. وبعيش مجاملة. جوايا فراغ كبير. وأكتر حاجة بتوجعني إني حاسس إني بقيت شفاف. محدش شايفني بجد. حتى أنا… مش شايف نفسي. مش فاكر أنا مين، ولا كنت عايز أبقى إيه، ولا حتى ليه! الناس بتشوف إني بعرف أتكلم، عندي أفكار، أقدر أبدأ مشروع، أفتح سنتر، أساعد غيري… بس محدش بيسأل نفسيتي عاملة إزاي. محدش بيشوف إني بقوم من السرير كل يوم بالعافية. وإن كل خطوة باخدها محتاجة مني قوة مش موجودة أصلاً. أنا مش عايز تعاطف، ومش مستني حل. أنا بكتب عشان الوجع بقى زايد عن احتمالي. أنا فعلاً تايه، ومخنوق، وحاسس إني ماشي في الدنيا بجسم تعبان، وعقل مشوش، وقلب متبهدل. وأكتر حاجة مرعبة… إني مش شايف نهاية ولا حتى بداية

1

0