"قرار منتصف الليل" كانت الساعة يمكن 2 ونص بالليل، وأنا قاعدة في سريري، حاسة إني تايهة. النور الخفيف اللي طالع من الموبايل على وشي مش بيغطي على الإحساس اللي جوايا… إحساس بالذنب، بالحزن، بالضعف. أنا عارفة إني مش مرتاحة، كل مرة بقول "دي آخر مرة"، وبرجع. بحس إني في دايرة مش عارفة أخرج منها. العادة السرية بقت حاجة بتلاحقني، مش بس فعل جسدي… لأ، دي بقت هروب. كل مرة بعمل كده، بحس إني بهرب من مشاعري، من وحدتي، من فراغي، من كبت سنين. بس أنا تعبت. تعبت من الشعور اللي بعد كده… تأنيب الضمير، إني مش على طبيعتي، إني بخبي حاجة حتى عن نفسي. وقفت يومها قدام المراية، بصيت في عيني وقلت لنفسي: "أنا مش ضعيفة. أنا بس محتاجة أكون حقيقية مع نفسي." كتبت في ورقة، وأول مرة أكتب بصدق: أنا عايزة أبطل علشان أرتاح. علشان أحس إني أقرب لربنا من غير ما أهرب من نظرة نفسي في المراية. علشان أحب جسمي وأحترمه. علشان أعيش حرة، مش مقيّدة بشيء بيخليني أضعف قدام نفسي. بدأت ألاحظ إيه اللي بيخليني أوصل للحظة دي: أوقات الفراغ، المحتوى اللي بتابعه، الملل، أو حتى لما ببقى متضايقة ومش قادرة أتكلم مع حد. فقررت أغير. خطوة صغيرة كل يوم. أقلل الوقت على السوشيال ميديا، أخرج من أوضتي وقت ما أحس إني هضعف، أتكلم مع ربنا حتى لو بكلمات بسيطة. أنا لسه في أول الطريق، ولسه بتعثر… بس في فرق كبير بين إني أقع وأنا بحاول أقوم، وبين إني أستسلم وأنا عارفة إن ده مش اللي أنا عايزاه. أنا قررت… قررت أختار نفسي.

13

18