في مشكلة كبيرة بتقتلني كل يوم، وأنا مش لاقي لها مخرج. مش بس تعبان ولا مضغوط، ده إحساس تقيل سايب أثره جوة صدري، زي سحابة سودا تقيلة بتضغط على نفسي، بتخنقني بصمت، لدرجة إن النفس بقى تقيل، والهوى مش بيدخل رئتي. الحياة بقت مش مجرد عبء، ده كأنها زنزانة ضيقة جوايا، كل يوم بحاول أتنفس جوهها، بس الحيطان بتقرب مني أكتر، والنور اللي كان بيبان في آخر النفق بدأ يخفت، كأنه بيتلاشى معايا. الضغط متواصل، زي موجة بحر عاتية بترجع تضرب في وشي من غير رحمة، المسؤوليات تقيلة كأنها جبل واصلة على كتافي، والناس حواليّ بتطالب مني أكون بخير، أضحك، أتحمّل… بس مش كلنا بنعرف نتحمّل بنفس الطريقة. وفي اللحظات دي، لما الدنيا بتضيق، والصمت بيبقى وجع أكبر من الكلام، هل طبيعي أخبي صوتي؟ أكتم وجعي كأنه سر مذنب؟ وأمشي كأني مش حاسس بحاجة؟ بس الصمت ده مش حل. ده سكين بيرتعش في ضهري كل ما أبص لنفسي، سكوت بيخليني أغرق أكتر في بحر الوحدة وسط صمت بيصرخ. هل السكوت عن وجعنا بيخلينا أقوى؟ ولا بيخلينا نغرق أكتر في بحر مالوش قرار؟ أنا مش طالب دروس ولا مواعظ، بس بسأل سؤال بسيط: لما الحياة كلها ضغط وخنقة، والروح مش لاقية ملجأ، فين نلاقي منفذ؟ فين مخرج من زنزانة كأنها معمولة علشان تكسرنا؟ بكتب الكلام ده مش عشان أشتكي، لكن عشان نواجه الحقيقة اللي كتير بنخاف نقولها، علشان نعرف إن إحساسنا ده مش غريب ولا إحنا لوحدنا، بس كمان عشان نفكر مع بعض… هل السكوت ده خلاص؟ ولا في صوت لازم يتسمع حتى لو جاي من جوا القلب؟

2

0