أنا ما كنت أحب المدرسة، مو لأنها صعبة، لكن لأن كل يوم فيها كان يذبحني شوي، من أول ما أدخل الفصل أحس نظراتهم كلها علي، تافه، غريب، غبي، حتى لو ما قالوا شي، أنا كنت أفهم، كنت أسمعهم يتهامسون، يضحكون وراي، حتى المدرسين، بعضهم كانوا يتجاهلوني كأني شفاف، وكل مره أرجع البيت أحاول أضحك، أسوي نفسي بخير، أمي تسألني: "كيف كان يومك؟" وأرد عليها بابتسامة كذابة: "تمام"، وأنا من جوه محطم، كان فيه واحد دايم يعلق على لبسي، على طريقة كلامي، على كل شيء، وأصدقائي؟ ولا أحد وقف، حتى اللي كنت أحسبهم سند، كانوا يضحكون معاه، مرة وصلت للحد، طقيت الباب على المرشد وبكيت، وأنا أكره إني أبين ضعفي، بس تعبت، ووش ردهم؟ قالوا لي: "حاول تتأقلم، لا تاخذها بجدية"، وكأن ألمي مزحة، وكأن كل اللي أمر فيه مجرد فترة وتعدي، بس ما عدت أنا بعدها، شي فيني انكسر، شي ما رجع مثل ما كان، وصرت أكره المكان، أكره الناس، أكره نفسي، لأن حتى لما حاولت أصرخ، محد سمع، محد اهتم.

0

1