هى لي انا بعيشه طبيعي ؟ أنا شاب عمره 22، بس الحياة علّمتني أكتر من اللي بيشيب شعره وهو لسه ما ذاق نص اللي ذقته. كنت محاط بناس كتير، أصدقاء، ضحك، وجمعة… بس شوي شوي، كلهم اختفوا. الخيانة ما أجت أولها من حبيبة… لأ، أول خيانة كانت من اللي كنت فكرهم إخوة. سندت الكل، بس يوم ما وقعت، ما لقيت ولا إيد تمتدلي. وجت هي… بنت، حسبتها رح تكون كل شي. حنيت، عطيت، غمّضت عيوني عن كل غلط. خانتني مرة؟ سامحتها. مرتين؟ قلت يمكن أنا الغلطان. بس اكتشفت إنها ما كانت لحظة حب… كانت لحظة ضعف، وأنا اللي كنت الضحية. كل كلمة قالتها كانت سُم مغلف بحنية. قالت "أنا بحبك"، بس كانت تحكي مع غيري. قالت "إنت أماني"، وهي كانت ترجع لحبيبها القديم ورا ظهري. آخر شي، قابلتها… شفت عيونها وقالتلي إنها تغيرت. وبوستة كانت كذبة، مشاعرها كانت تمثيل. وأنا صدقت... كالعادي. وبين كل هالمسرحية... البيت اتسرق. كل شي جمّعته بتعب سنين، راح. وبعدها… اتهموني ظلم، وانسجنت. يومين بس، بس كانوا جهنم. مو لأنه المكان صعب… لأ، لأنه ما كان حدا بالسؤال، حتى هي، اللي قلت عنها "كل شي"، اختفت. طلعت من السجن مكسور، كأني شفت الدنيا بلون رمادي، والناس ما عادوا بشر، بس خيال. رجعت أشتغل، من 9 الصبح لـ 10 بالليل، ببيع إكسسوارات موبايل. مرتب؟ 6000 جنيه… وبمصر؟ انت عايش، بس مش حي. أنا سوري… غريب ببلد الكل فيها مستعجل، مشغول، ومحدا سامع. عايش وحيد، بلا شهادة، بلا طموح… بس فيني وجع، وجع ما بينوصف. اكتئاب؟ صار رفيقي. أرق؟ صار صاحبي التاني. رغبة؟ نار جواتي ما بتنطفي، بس كرامتي بتمنعني أمد إيدي لحدا مش بالحلال. كل يوم بصحى، وما بعرف ليه لسا عم بعيش. ما فيني أعمل شي، غير إني أضحك تمثيل، وأرجع عالبيت بالليل، أدفن نفسي بالصمت. وأكتر شي بيوجع؟ إني كل ما حاولت أصرخ، ما حدا سمعني… بس أنا هون، ولسا بكتب، يمكن حدا يسمع…

6

5