حكايتي زي ما هي، من غير تجميل" أنا بنت، أهلي منفصلين من زمان. بعد الانفصال، والدتي اتجوزت، وحصلت مشاكل مع زوجها. وقتها اضطريت أسيب بيتها وأروح أعيش مع أبويا، وكنت فاكرة إني رايحة لمكان آمن، رايحة لحد ممكن يحميني ويقف في ضهري. وأنا ماشية من بيت أمي قلت لكل الناس إن أبويا هو أحسن راجل في الدنيا، وإنه هيكون سندي الحقيقي. أبويا جابلي تليفون وقتها من فلوس النفقة، اللي هي كانت ٢٠٠ جنيه في الشهر، وجمعتها من سنين متراكمة عليه. كنت فخورة بالهدية دي، حسيت إنه بيحبني وعاوز يعوضني. بس الحقيقة كانت غير كده تمامًا. لما رحت عنده، اتحولت لوحدة بتخدم في البيت. مراته، بنتها الصغيرة، وولادها، كلهم كنت أخدمهم، وكأن ده دوري الطبيعي. مع إني ماكنتش شايفة مشكلة في الخدمة وقتها، كنت بس نفسي في بيت أعيش فيه بكرامة. مراته كانت ست مش كويسة، وكنت أعرف عنها حاجات مش محترمة، بس كنت ساكتة. قبل ما يبدأ يتحرش بيا، هو ومراته سرقوا تليفوني، علشان مايبقاش عندي وسيلة أتكلم بيها أو أطلب مساعدة. وبعدها بدأ يتصرف تصرفات غريبة: يقولي كلام مش محترم، يطلب مني أقعد على رجله، يلمّح تلميحات جارحة. ووقتها كنت داخلة على ١٨ سنة، مش فاهمة إن اللي بيحصل ده اسمه تحرش. وبدأت الوقائع تحصل فعلًا. اتحرش بيا كذا مرة، وأنا ساكتة، مش عارفة أعمل إيه. مش قادرة أرجع عند أمي، ومش قادرة أحكي لحد، لأن اللي بيعمل كده مش غريب... ده أبويا. فكرت أهرب، أختفي من حياتهم، وأبدأ من أول وجديد في مكان ما حدش يعرفني فيه. فعلاً حاولت، لكن مراته جابتني، وبدل ما تحاول تفهمني، فضلت تحكيلي في مواعظ وكلام فاضي. ورجعت تاني، مضطرة أعيش وسط القهر. جيه وقت كنت داخلة ثانوي عام لغات، بس هو كان رافض، وعاوز يدخلني تجاري. حصلت خناقة كبيرة، وكنا قاعدين قدام ناس من أهل مراته، وفجأة قال كلام كذب، ولما قلتله "أنت كداب"، ضربني بالقلم مرة ورا التانية ورا التالتة. ساعتها، أنا ما سكتش، وقلتله: "قسم بالله ما هتشوفني تاني بعد اللي عملته ده". أمي حسّت إن في حاجة غلط، كلمتني، حاولت تفهمني، وفعلاً صدقتني، وطلبت أروح لها. روحت، بس الكل كان شايفني كأني بكذب، أو بألف أفلام. بس لو كنت هألف، هألف على أبويا؟ كنت مقررة أسكت، وأدفن الموضوع، خصوصًا إني كل ما أجي أتخطب وأقول الحقيقة، الشخص بيمشي. فقلت هتعامل معاه كأنه عادي، يمكن أعيش بسلام. في ٢٠٢٣، وأنا بقدم في جامعة، كنت عند عمتي، وقالتلي جربي تكلميه يساعدك في المصاريف. رحت له في محل البقالة بتاعه، وفعلاً دفع لي ٢٠٠٠ جنيه من أصل ١٦ ألف، بس ماقدرتش أكمل، لأن ما كانش معايا الباقي. في السنة اللي بعدها قدمت في جامعة في العريش، وقاللي "هديكي"، وسافرت. وبعد فتره طلبت فلوس كنت مش معايا ولا جنيه بعتلي بعد خمس أيام من المحاولات، بعتلي ٥٠٠ جنيه، وبعدها قاللي وبعد كام يوم كنت تعبانه وواخد علاج وكلمته عشان كنت عاوزه فلوس انزل قالي إن أخويا بعتلي كمان ٥٠٠. وسكت. ولما خلصوا الفلوس، وبكلمه، قالي: "مفيش، وهتصرفلك كذا يوم" بسببه اضرطدت م السكن . اضطردت في الشارع الساعة ٩ بليل، في محافظة تانية، لا معايا أكل، ولا مكان أرجع له، ولا فلوس. رجعت، وهو ما سألش فيا، ولا حتى كلمني. ولا حتي حاول يعتذر ولا اي حاجه وعرفت إنه عنده فلوس، بيشتري شقتين، محلين، وبيأمن مستقبل مراته وولادها، لكن أنا… أنا ماكنش ليا حاجة. فضلت ساكتة، بس في ٢٠٢٥ قررت أتكلم، وأرفع قضية "نفقة أقارب". مش بس علشان الفلوس، لكن علشان أقول لنفسي إني مش ضعيفة، ومش لازم أعيش في خوف وسكوت. هو دلوقتي موكّل محاميه وماشي في حياته، كأن ماعملش حاجة، بس أنا مش هسكت. البجح بيعيش على حساب اللي بيتكسف، وأنا قررت أتكلم... علشان أعيش بكرامتي. المشكله قلبي في نار وحرقه محدش حاسس بيها ومش عارفه اي اللي هيطفيهاا حقيقي

4

18