أنا بقالي 8 سنين في حالة حب من طرف واحد... وقلبي مش راضي يهدى" الموضوع مش جديد، بس الوجع عمره ما بقى قديم. من أولى ثانوي، وأنا قلبي متعلق ببنت مختلفة عن كل اللي شفتهم، مش عشان شكلها – رغم إنها فعلاً جميلة – لكن عشان هدوءها، تقِلها، عقلها، وطريقتها اللي فيها وقار مش طبيعي، تحسها دايمًا عايشة جوّا نفسها، بس مش منغلقة، لأ… كانت بتلمّس القلب من بعيد، وتهزّه. كنا بنتقابل في الدروس، وكان فيه لحظات صغيرة جدًا… تلميحات، سرحان، ابتسامات عفوية، نظرات كأن الزمن بيقف، كنت بسرح فيها لدرجة بنسى أنا فين ومين. وقلبي؟ كان بيدق لدرجة توتر بيخلي نفسي يتقطع، حرفيًا… وكنت حاسس إنها بتحس بيا، كانت بتتوتر هي كمان، بس بتمثل العكس. كنت بروح درسين في نفس المادة، من غير أي سبب غير إني أشوفها، بس كده… كنت بضحّي بوقت ومجهود ومذاكرة عشان أشوفها ثواني، وأحيانًا كانت بتلاحظ، وتستغرب، وتتشدّ، وتحاول تبان عادي… بس أنا كنت شايف القلق في عينيها، وشايف ارتباكها. أنا حاولت… حاولت أقرب، أتكلم، أبين اللي جوايا، بس الطريقة الوحيدة وقتها كانت الشات. اعترفتلها، وقلبي في إيدي، لكن الرد كان ساعات قاطع وساعات لطيف زيادة عن اللزوم كأنها مش عايزة تجرحني… بس برضو بتقفل كل السكك. رغم كده، عمري ما فرضت نفسي، عشان بحبها أوي… بحبها بكرامة. وبعدت. بس جوّا البعد كان فيه ليل طويل، ودماغ مش بتسكت، وقلب مش بيرضى ينسى. أنا دلوقتي عندي 23 سنة… ولسه حاسس بيها، ولسه بفتكر نظرتها، وسكوتها، وحتى لحظات الخوف اللي كانت بتلمع في عينيها. أنا عارف إنها شافت حاجات صعبة في بيتها… مشاكل وصدمات وجروح، وده يمكن خلاها تقفل على نفسها، أو تخاف تحب، أو يمكن مش عايزة حد يقرّب خالص… بس برضو، جزء مني كان مؤمن إن لو كانت ادتني فرصة، كنا ممكن نكتب حكاية حلوة جدًا سوا. اللي مخليني مش قادر أطلع من الحالة دي، هو الإحساس إني مكنتش مجرد معجب، كنت حاببها بصدق، بحبها لحد النهاردة، من غير كلام، من غير وجود، من غير أمل… بس من جوايا، بصفاء، وبوجع. أنا مش طالب حبها دلوقتي، ولا عايز أرجع… بس أنا تايه. الموضوع ده مأثر عليا نفسيًا بطريقة مش طبيعية، بحس بتقل دايم، شرود، اكتئاب… كل اللي بطلبه، إن حد يفهمني: إزاي أتعامل مع حب من طرف واحد بقاله سنين؟ إزاي أخلص نفسي من ذكرى مش راضية تموت؟ هو أنا غلطان إني حبيت بالشكل ده؟ ولا هي المشكلة فيا؟

4

0