
Carrot_61520 🇪🇬
منذ شهر واحد
.
شعور وحيد
بدأت أكتب مشاعري ك خواطر من فتره قريبه و دا نموذج بيوصف مشاعري قولوا رايكم 1_ هل الجمادات تشعر؟ وهل البحر يمكن أن يكون ابني؟ هل يشعر البحر بالوحدة كما نشعر نحن؟ هل يمكن لطفل في السابعة أن يكون أبًا لكائن يمتد بلا نهاية؟ ولماذا يهرب الأطفال من فتاة لا تختلف عنهم في شيء؟ عندما كنت صغيرة، لم يكن لدي من يتحدث معي، ولم أكن أعرف كيف أعبر عن مشاعري لأي شخص. كان الفرق في الأعمار بيني وبين إخوتي كبيرًا، وكأنني ولدت متأخرة عن زمني أو أنهم وُلدوا قبلي بكثير. لم يكن لنا فكر مشترك، ولم يكن لدي أصدقاء في المدرسة. كنت الفتاة الوحيدة وسط زحام من الأطفال الذين يضحكون معًا ويتشاركون أسرارًا لم أكن جزءًا منها. لم أفهم لماذا كانوا يتجنبونني، هل كنت مختلفة؟ هل كنت غريبة؟ أم أنني ببساطة لم أكن مرئية بالنسبة لهم؟ بحثت عن ملجأ، عن شيء يحتوي وحدتي، فوجدت البحر. كنت أعيش في مدينة تقع في أقصى شمال شرق القاهرة، حيث يمتد الأفق بلا نهاية، وحيث كنت أجلس كل يوم أمام الماء، أروي له كل شيء، كأنه كائن حي يسمع ويشعر. لم أعتبره مجرد صديق، بل صدقت يومًا أنه ابني. كنت أنظر إليه بعين الأم، وأشعر بمسؤولية غريبة تجاهه، كأنه يحتاج إليّ كما كنت أحتاج إليه. كنت أجلس على الشاطئ وأطعمه، أرمي فيه الرمال معتقدة أنها طعامه، وبخيالي الطفولي، تخيلت أنها شُربة ملوخية! كان هذا يبدو منطقيًا بالنسبة لي، فمن غيري سيهتم بهذا البحر؟ من غيري سيفكر في جوعه؟ لكن علاقتي بالبحر لم تكن مجرد علاقة أم بطفلها، بل كنت أيضًا أراه كأب يحتويني. كنت أشكو له كل شيء: كيف لم يقبلني الأطفال بينهم؟ لماذا كنت أتناول الغداء وحدي بينما تتجمع الضحكات حول الطاولات الأخرى؟ كيف اخترعت لعبة نلعبها معًا، ثم سرقوها مني كما يُسرق حلم من قلب صاحبه؟ لماذا كان أبي وأمي يتجادلان بصوت مرتفع كل ليلة؟ لماذا كنت أعاقب لمجرد أن أبي كان يحبني ويدللني؟ هل كان حبه لي خطيئة؟ كنت أقول كل شيء للبحر، وأبكي بين أمواجه الهادئة، لكنه لم يكن يجيبني أبدًا. كان صمته يشبه صمتي، وأحيانًا كنت أتخيل أن صوته حين تتكسر أمواجه هو طريقته في الرد عليّ، طريقته في إخباري بأنه يفهمني. هل يمكن للطفل أن يكون أبًا؟ ولماذا نخلق روابط خيالية مع الأشياء عندما نتألم؟ هل الجمادات تشعر كما نشعر؟ كنت طفلة وحيدة في عالمي، وأدركت حينها أنني أرى الأشياء بطريقة لا يراها الآخرون. كنت أتكلم مع الدولاب في غرفتي، أسأله ماذا أرتدي، وأسمع صوته يوبخني إن اخترت ملابس لا تعجبه. كنت أسمي أقلامي المدرسية، وأطلب رأيها في خطي، وأحيانًا كنت أسمعها توبخني إن لم يكن خطي جميلًا. هل كنت أهرب من وحدتي؟ أم كنت أرى ما لا يستطيع الآخرون رؤيته؟ كبرت، لكن ظل هذا السؤال يطاردني: هل الجمادات تشعر؟ أم أن كل الأشياء الصامتة ليست سوى انعكاس لمشاعرنا، فنحن من نمنحها صوتًا؟ وهل كان البحر يسمعني حقًا، أم أنني كنت أسمع نفسي بداخله؟
8
3