هحكيلكم النهارده قصة اسر "أنا و مرايتي"🪞 📌الجزء الأول: "المراية اللي بتكسرني"💔 أنا آسر عندي ٢٠سنه وأنا صغير، كان عندي مراية صغيرة في أوضتي… مش حاجة فخمة يعني، ولا حتى جديدة، بس كنت كل يوم أبص فيها… وأكره اللي بشوفه. كان جسمي طري وصوتي كان ناعم، ومشيتي مفيهاش أي حاجة من "الرجولة" اللي الناس بتحكي عنها. في المدرسة، كانوا بيندهولي بأسامي بنات، يقلدوا صوتي، يضحكوا على طريقة كلامي… وفي البيت؟ كان فيه صمت، مافيش حد بيحضني، ولا بيسألني "مالك؟"، ولا حتى بيقول لي "إنت جميل زي ما إنت". كبرت… والمراية كبرت معايا، وبقت بتكسرني أكتر… بقيت أبص لجسمي، وأقارن نفسي بأي ولد في الشارع، وأحس إني مش راجل كفاية، وإني ناقص. كل عضلة مش موجودة في جسمي… كانت طعنة. كل شعرة ناعمة على إيدي… كانت وصمة. وكنت بسأل نفسي: ليه خلقتني كده يا رب؟ ليه ماخليتنيش "راجل" زي باقي الولاد؟ (اللهم لا اعتراض... بس بحكيلك اللي كان بيحصل وقتها). في كل مرة كنت ببص في المراية، كنت بطاطي عيني، وأقول لنفسي: "أنا عار…" وأنا في أول سنة في الكلية، قابلت "حسن"… شاب أكبر مني بسنة، طويل، عريض، صوته رخيم، وكل حاجة فيه… كانت عكس كل حاجة فيّا. أول ما اتكلم معايا، كنت حاسس إني باتنفس لأول مرة. ضحكته، طبطبته، كلامه لما يقولي "يا رايق" أو "خلي بالك من نفسك"، كانت جوايا زي شربة ميّة ساقعة في عز عطش سنين. كنت كل ما أقعد معاه، أرجع البيت وأبص في المراية… بس المرة دي مش أكره نفسي، لأ، أتخيل شكلي وأنا واقف جنبه، وأتمنى أكون زيه، أو يمكن… أتمنى آخده بالحضن وأفضل ساكن فيه. كنت مش فاهم أنا عايز إيه، هو دا حب؟! ولا إعجاب؟! ولا أنا باتعلّق عشان لقيت حنية لـ أول مرة في حياتي؟! بس مع الوقت، بقيت بغير عليه، بأنفعل لو شفته بيضحك مع حد تاني، بأدور على ريحته، وبتمنى يلمس إيدي حتى لو صدفة. كنت بادوّر عليه، وفي الحقيقة… كنت بادوّر على "أنا". كنت باتمنّى أحس إني موجود، إن في حد شايفني، مقدّرني، ومش بيضحك عليّا. بس لما شاف هو التعلّق اللي عندي… بدأ يبعد. وساعتها رجعت للمراية، وبصيت فيها، وقلت لنفسي: "هو بعد عشان جسمي مش عاجبه، عشان أنا فعلاً ماستاهلش، عشان أنا مش كفاية…" يتبع....

4

2