"من أنا؟ لم أعد أعرف." أصبحت غريبًا عن نفسي، وكأنني أنظر في مرآة لا تعكس وجهي، بل شخصًا آخر... غريبًا، مشوه التفكير، غارقًا في ظلال لم أعرفها من قبل. قديماً، كنت أؤمن أن غايتي أن أكون محبوبًا، أن أساعد الناس دون أن أطلب شيئًا في المقابل. كنت أتعلق بكل من حولي... أتمسك بهم بشدة، كأنهم طوق نجاتي من الغرق. لكن اليوم؟ تفكيري تغيّر. الوحدة تسكنني، وتلك الأفكار... مظلمة، مرعبة، كأنني أتحول إلى شيء لا يشبهني. أصبحت أجرح من حولي دون أن أشعر بالذنب. أقطع العلاقات بسهولة، ولا يهمني من يرحل أو من يبقى. كأن قلبي تصلب، وعقلي... صار ساحة حرب. حتى وجهي لم يعد كما كان. صوتي تغيّر، نظراتي تغيّرت، وأصبحت أجد راحتي في مواقع مروعة، صور دموية، مشاهد قاسية تُشبع شيئًا داخلي لا أفهمه. أنا في حالة انهيار بطيئة... وأصرخ من الداخل: "هل من أحد يفهم؟ هل من حل؟"

4

7