مرحبًا أيها العابر على رُفاتِ حروفي أنا شخص ما حتي الأن لم أجد وطنا يحتوي آلمي و لكني قد چئتك ببعض الأسأله التي تؤرقني هل مازلت تظنُّ أن الصمتَ لا يتكلّم؟ إنني لا أكتبُ إليك لأنني أعرفك، بل لأنني شعرتُ بك تمرُّ بي كنسمةٍ لا تُرى، لكنها تُربكُ الستائر وتوقظ في القلب شيئًا يشبه الحنين إن في داخلي مقعدٌ شاغر لا لأحدٍ بعينه بل لمن يُجيدُ الجلوسَ دون أن يُحدِثَ ضجيجًا فأنا مازلت أبحثُ عن صوتٍ لا يُشبه الضوضاء و عن نظرةٍ لا تُشبه السؤال عن يدٍ لا تُشبه القيد. أحيانًا، أبدو بخيرٍ أمام العالم، لكنني أُخفي في صدري مدينةً من الأسئلة المهجورة: - لماذا نُجيدُ التظاهر أكثر من البوح؟ - لماذا نُحبُّ من لا يرانا، ونُخفي قلوبنا عمّن يراها؟ - وهل يُمكن للروح أن تجد وطنًا لا يُطالبها بجواز سفرٍ من التبرير ؟ أنا لا أطلبُ شيئًا فقط إن مررتَ بي فكن خفيفًا كالحلم و صادقًا كالدعاء عابرًا لا تُوقظُ ما بالكاد ينام وما حاولت جاهداٌ إخفاؤه . وإن شعرتَ يومًا أن العالم ضاق فاعلم أن هناك من يكتبُ إليك الآن لا ليُجيب عن تساؤلاتك ولا ليقدم لك النصيحه التي قد أكون في حاجة لها بل ليقول أنا أيضًا أبحث و أبحث أبحث عن لحظة تشبهني و عن مكان ليس به زحام و عن قلبٍ لا يخاف أن يقرأني كما أنا و كما كنت و كما سأكون عن قلب يقرأني كما تُقرأ الهيروغليفية بصبر وبإيمان أن خلف كل رمز حكاية فهذا أنا .. روحٌ تكتبُ كي لا تموت وتؤمن أن الحروف أحيانًا تُنقذ ما يمكن إنقاذه .

4

3