زمان كنت فاكر إن الدنيا ظالماني، وإن الناس بتبعد عني عشان أنا منحوس أو عشان ربنا بيحميني منهم. بس مؤخرًا ابتديت أبص للموضوع من زاوية تانية: يمكن مش أنا اللي اتشلت من حياتهم لمصلحتي بس، يمكن كمان ربنا شالني من حياتهم لمصلحتهم هما. أنا مش عاوز أكون نقطة سودا في حياة أي حد. مش عاوز أبقى سبب في وجع أو تعاسة حد، حتى لو من غير قصد. ساعات بنكون مركزين أوي في وجعنا وإحنا اللي خسرنا، وبننسى إن وجودنا ممكن يكون تقيل عليهم أو معطّلهم، مش لأننا أوحش ناس، لكن ببساطة عشان مش مكاننا معاهم. الفكرة دي علمتني التواضع. بقت تخليني أبص للموضوع من منظور أوسع. مش لازم أبص لنفسي دايمًا على إني ضحية. أوقات غيابي بيكون راحة لغيري، بيكون فرصة ليهم إنهم يلاقوا طريقهم أو ياخدوا نفس. بقيت أقول لنفسي: "مش مهم ليه مشيت… المهم إن وجودي مايبقاش سبب في ضلمة لحد." ساعات الرحيل بيكون أصدق من البقاء. ساعات البُعد بيكون نوع من الحب… لأنك بتسيب غيرك يعيش حياته من غير ما تسرق منه النور. فالنهارده، بدل ما أسأل "ليه سابوني؟"، بقول "يمكن أنا ماكنتش المفروض أكمّل معاهم." وده مش ضعف… ده وعي إن مش كل وجود في حياة حد لازم يستمر، وأوقات غيابك بيكون أعظم هدية.

0

2