toheal logo

Tofu_68922 🇪🇬's منشور

Tofu_68922 🇪🇬

منذ 5 ساعات

.

شعور مستنزف

مرحبًا، دائمًا بحس إني تائهة جوا نفسي، وملازمني إحساس دائم بالغربة.. كل الأماكن مش مُتسعة لي كأنا.. كأني مضطرة أبقا نسخة ثانية مني عشان أبقا مقبولة وسط الناس. عائشة دائمًا في صراع مُرهق.. أني أكون بطبيعتي بكل ما فيا من غرابة أو هدوء، أو أكون مجرد شخص مصطنع بيسخر من كل شيء واللا شيء.. شخص تفكيره عقيم شبههم. عشان بس أبقا مقبولة. ''ودي كتابة معرفش لمن بس بشكل أو بآخر بتصفني.. ما زلت كائنًا لم يتمايز بعد.. لا أملك وجهًا تمسح عليه.. ولا يدًا تمسك بها.. ولا عقلًا تخاطبه.. ولا قلبًا تحتله.. ولا روحًا تناجيها.. ما زلت شيئًا أشبه ما أكون باللاشيء.. تراكمات من الحيرة.. وضلال العيون.. والنظرات التائهة.. ما زلت أطرق برأسي حين أسير.. خوفًا من عيون الآخرين.. ما زلت إلى الآن.. في رحم الحياة.. لم أولد بعد ! أنا لم أخطئ.. ومازلت أعتذر.. وربما هنا يكمن خطئي فعذرًا من جديد.. كم أتمنى لو أغمض عيني قليلًا وأهدأ.. كما يطبق الليل بسكونه على مدينتي المظلمة المتعبة المثقلة بقسوة معاركها. كم أشتهي لو أمسح بيدي على تلك الأحزان.. فأضمها إلي. وجدت نفسي كطائر ما إن خرج من سجنه الأبيض.. حتى سقط من حضن عشه الدافئ.. بلا جناحين.. بلا شيء.. كسيرًا لا يحمل إلا ضعفه وعجزه.. هكذا وجد نفسه فجأة في عالم لا يعرف منه شيئًا.. أي غربة هذه ؟ أحدق في الأرض.. في السماء.. في الجدران والأشجار وكل شيء.. إلا وجوه البشر. لا يريد أن ينظر إلى أحد.. ولا أن ينظر إليه أحد.. ولا يريد أن تلتحم نظراته بنظرات الآخرين.. أصبح يخاف من البشر.. لأنه يخاف من نفسه.. يتوارى عن الأنظار.. خلف عالمه المغلق المغرق في السريّة. يقول عن نفسه بأنه غير موجود.. خفيّ.. إنه غير موجود حقًا.. ولكن ليس بالمعنى الماديّ الفيزيائي.. ولكن.. اسأل من مدوا يدهم إليه ليصافحوه.. قبضوها على فراغ.. اسأل من جاؤوا يعانقونه.. لم يجدوا إلا سرابًا وطيفًا وخيالات.. اسأل من حاولوا أن يكلموه.. انتظروا كثيرًا.. ولم يسمعوا إلا صدى أصواتهم.. يبرر صمته بأن الكلام يتعبه.. هو حقًا يتعبه.. ولكن لماذا ؟ كارثة.. إذا كنت تهتم لأوجاع الآخرين.. خصوصًا تلك الأوجاع التي انغمست يدك فيها.. والكارثة الأكبر.. إذا كنت مضطرًا للصمت ! أذكر عنوان كتابٍ لعبد الوهاب مطاوع.. "صديقي لا تأكل نفسك" ولكني يا صديقي.. آكل نفسي.. بنهم.. ولا أشبع ! ولا أستطيع ردّ نفسي عن نفسي.. يا لها من سخرية ! آكل نفسي !! ليتني لم أبصر هكذا.. ولم أفهم هكذا.. ولم أشعر هكذا.. ليتني لم أكترث هكذا.. طوبي لكم أصحاب الحسّ الهزيل.. أنتم السعداء حقًا. لماذا تخونني الكلمات بهذا الشكل ؟ هل تراني دخلت طور الجمود ؟ تضج الكلمات في رأسي.. فإذا جئت أسردها لم أجد إلا العجز الفاضح.. لماذا لم يعد يخفق قلبي.. يثور ويهدأ.. يحترق وينطفئ.. ما الذي مات فيني ؟ أتراها كثرة الخيبات حنت ظهري ؟ كيف بُترت يداي بهذا الشكل ؟ هل أضعت نفسي أم تراني وجدتها وعرفتها الآن ؟ وجدت نفسي فجأة مرميًا في ظلام دامس وغربة موحشة.. لا أنتمي إلى مكان.. ولا أنتمي إلى زمان.. أشعر أن أفكاري وعواطفي غاية في التعقيد.. غاية في التشابك.. غاية في الإبهام. من أنا ؟ وماذا أريد ؟ أعرف نفسي جيدًا.. ولكنها لا تعرفني.. تصارحني أحيانًا.. بقسوة الواقع ذاتها.. تجهر أمامي بكل مسالبي.. بضعفي.. وجهلي.. وفقري.. وحاجتي.. وهشاشتي.. وضياعاتي.. وترددي.. ووحدتي.. وغربتي.. أعرف فيّ كل هذا.. كل ما في الموضوع سوء فهم.. وأنا اللامفهوم.. والإنسان عدو ما يجهل.. والكل يجهلني.. والكل بات عدوّي.

4

8


لا يمكنك رؤية أي نصيحة على هذا المنشور لأن الناشر اختار تلقي النصائح بشكل خاص. إذا كنت ترغب في مشاركة نصيحتك، ببساطة اكتبها في المربع أدناه.

التجربة أفضل عبر التطبيق

حمّل تطبيق توهيل على هاتفك لتجربة أسرع