أعترف أني وصلت لمرحلة صعبة جدًا، مرحلة حسيت فيها إن حياتي مش فارقة، وإن كل حاجة ضدي. كنت شايف إن مفيش فايدة من وجودي، وإن كل اللي حواليا بيكرهوني أو على الأقل مش عايزني معاهم. الكراهية دي كنت شايفها واضحة في عيون مديري وزملائي، وكنت مفسر كل كلمة أو تصرف ضد وجودي. لكن اللحظة اللي وقعت فيها، واللي فكرت أسيب الدنيا، كشفتلي حاجة مختلفة. شفت إن نفس الناس اللي كنت حاسس بكراهيتهم، وقفوا جنبي. المدير اللي طول الوقت حاسس إنه قاسي عليا، اتوتر جدًا وحاول يهديني. زملاء كانوا بيتفرجوا عليا ببرود، فجأة بقوا خايفين عليّ كأني أخوهم. حسيت للحظة إن حياتي ليها قيمة حتى عند الناس اللي ما توقعتش ده منهم. اللي فهمته إني كنت محاصر نفسي في قفص من أفكاري السودا، ومش شايف غير الجانب المظلم. يمكن ده اسمه اكتئاب، يمكن حرمان عاطفي، يمكن قسوة مني على نفسي. بس اللي متأكد منه إن الحياة لسه بتديني علامات إن في فرصة أبدأ من جديد. يمكن أنا غلطت إني فكرت أنهي حياتي، بس التجربة دي علمتني إني مش لوحدي زي ما كنت فاكر. لسه في ناس بتمد إيدها، حتى لو من غير قرابة أو مصلحة. يمكن دي رحمة من ربنا ليا عشان أصحى قبل ما أغلط الغلطة الكبيرة.

4

0