"الوضع أصبح صعبًا جدًا. الماضي يتكرر بشكل مبالغ فيه، ولم أعد أعرف كيف أسيطر على نفسي. أهلي يرونني الفتاة القوية التي يمكن الاعتماد عليها. أتذكر عندما كنت في مصلحة حكومية مع أبي لأعمل بعض الأوراق وسط الازدحام وبتسرع الموظفة. أعطاني أبي المال لأعدّه وأدفعه، كنوع من الاعتماد على النفس. أمي كانت ترفض أن تلفيني معلقة وتقول لي: 'هاتِ كرسي وتعلّي عليه وابدئي بنفسك'. الماضي، بذكرياته الحلوة والمرّة، يمر أمام عيني في مخيلتي، وأنا غير قادرة على الخروج منها ولا العيش في الحاضر. شخص مثلي تعوّد على الاعتماد على نفسه في كل شيء، أصبح حتى الألم والمشاعر أتحملها وحدي، وأشعر بصمت من دون أن أشارك أحدًا بما أمر به أو أشعر به. لكن للمصداقية، جربت أن أحكي لصديقة لي، كانت بالنسبة لي الشخص الوحيد العاقل الذي أعرفه، كانت مثل مرشد لي، لكنها لم تشارك. هذا ضايقني كثيرًا. قررت أنني لن أشارك مشاعري مع أي شخص لا يشاركني مشاعره، حتى لو كان هذا هو الوسيلة الوحيدة لي للتغلب على الأوقات التي تمر بي، حينما ينتكس حالي وأصبح في حالة سيئة لدرجة أنني لا أستطيع الخروج من البيت. أظل عايشة في دماغي، في سجون الماضي. في بعض الأحيان، أذهب إلى المكتبة وأقرأ. الحل الوحيد أن أشغل عقلي بعوالم أخرى غير عالمي. أنا مجرد إنسانة تعيسة، مسجونة في ماضيها، لا أستطيع المضي قدمًا نحو مستقبلي ولا حتى أن أعيش في حاضري. كنت أتمنى في يوم من الأيام أن أستيقظ وأجد نفسي شخصًا أفضل، شخصًا أقرب إلى النهاية."

8

3