.png)
Mango_46147 🇪🇬
منذ 4 أيام
.
شعور مرهق
خذلت اهلي.. من "أول الدفعة" لـ "شلت مادتين"... ازيكم يا شوباب، نبدا في القصه على طول أنا طول عمري كنت البنت المؤدبة، الي بتمشي على العجين متلغبطهوش. طفولتي كانت عبارة عن مذاكرة، نوم، تنضيف، أكل، وهكذا دواليك. أكبر همومي كانت لو صحابي هيلعبوني في الفسحة ولا لأ، أو لو نقصت درجة في امتحان الدراسات اللي فات. بعد سنين من التفوق، جات اللحظة اللي أهلي كانوا مستنينها بفارغ الصبر، مجموع طب بشري أول ضاكتورة في العيلة. و لاول مرة، احس ان اهلي فعلا فخورين بيا سافرت وقعدت في سكن، وأول شهر في الكلية كان عسول، البالطو الأبيض، الحصه اللي بقت "محاضرة" ، الميس اللي بقت "دكتورة"، مفيش درجات على الحضور، مفيش يونيفورم، والفصل بقى "مدرج" حاجة كده آخر جمدان! حسيت إني كبرت، ونضجت، وإن الحياة فتحتلي دراعتها. لكن يا فرحة ما تمت... سرعان ما انتهت حلاوة البدايات ولقيت نفسي في المعمعه. محاضرات بتتراكم ، ومجرد إني أعيش بقت مهمة صعبة. مشاكل مع صحابي، ومع أهلي اللي بقوا بعاد عني، وفكرة إني مسؤولة عن الطبخ والطلبات والتنضيف والدراسة والتنقل، بعد ما كنت دلوعة أهلي... بقت مخلية مجرد فكرة إني أصحى من النوم، متعبة. بدأت حبة حبة، أتعب نفسيًا. في الأول كان على خفيف كده مش جامد، بعيط أحيانًا، بنام 16 ساعة بسبب المذاكرة المتراكمة، بختفي ومش بكلم حد، بقعد على التيك توك 10 ساعات، مبأكلش . الحياة كانت ماشية على استحياء، كإنها بتعمل عليا جميل. جات نتيجة الترم الأول، اللي كنت بحسب إني سقطت فيها، بس لأ، جبت "جيد". مش حلوة، أهلي كانوا متوقعين أكتر، بس أنا كنت طايرة بيها، لأني فعلاً كنت بحسب إني شلت الترم كله. الترم التاني جه، وكان أتقل وأصعب، وجه بتعب نفسي أشد. خوف، تفكير زايد، والموضوع وصل لمراحل خطيرة لدرجة إني كنت بسأل نفسي "ايه الفايدة إني أعيش؟ ليه؟ أنا هنا عشان أعاني بس؟". الحمد لله إني كنت في الدور الأرضي ومقدرتش أرمي نفسي. اللحظات دي كانت كفيلة إنها تدمر أي حد، وكنت حرفيًا بحارب نفسي كل يوم عشان أقدر أكمل. المهم، خلص الترم التاني، وفرحنا وهيصنا وحسيت إن العذاب انتهى أخيرًا. بس... أنا حليت وحش أوي. هل ربنا هيسترها معايا المرة دي وهينجحني؟ ولا لأ؟ قعدت أول شهر في الإجازة مش بعمل أي حاجة بالمعنى الحرفي، حتى الأكل مش بأكل، قاعدة على الموبايل وبس. لحد ما النتيجة نزلت: شايلة مادتين من أصل أربعة. أول مرة كلمة راسبة تتكتب جنبي. أول مرة أحس إني مش بس خذلت أهلي — أنا خذلت النسخة الصغيرة مني اللي كانت بتمشي على العجين ما تلغبطوش. ماما لما سمعت قالتلي: «حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ليه؟ ليييه؟» وقفلت السكة. بابا مردش عليا. قلبي اتحرق عليهم أكتر ما اتحرق عليا. دلوقتي هم متقبلين اللي حصل وبيشجعوني أذاكر السمر وأقوم من هنا. مش نهاية العالم في نظرهم ، بس في دماغي أنا حاسة إني فقدت أعز حاجة كانت عندي: إني شاطرة. إني «الأولى». إني قد توقعاتهم. أنا مش بقول إن أهلي وحشين ، والله كانوا ولا زالوا ظهر ليا، بس يمكن أنا اللي مخي ضلم عليا أكتر من أي حد. حابة أسمع منكم ، حد حس كده قبل كده؟ إزاي الواحد يرجع يقف على رجليه ويذاكر وهو مش عايز حتى يقوم يشرب مية؟ إزاي تراضي النسخة الصغيرة اللي جواك لما تحس إنك خذلتها؟
2
10