.png)
Mango_59964 🇪🇬
منذ أسبوع واحد
.
شعور محبط
أنا وسط ناس كتير، لكن وحشاني الصحبة الحقيقية؛ معرفش أفرّق بين صاحب ومعروف، لأن كل اللي حواليّ معارف بس—وجوه بتمر وخلاص. كل يوم ببتسلم على ناس وأرجع لوحدي، وأحس إن المكان فاضي من جوايا. من وانا صغير طولت في السن بسرعة، اتفرّقت مع الطفولة واتبهدلت من بدري؛ اتعلمت أصرف على نفسي من 2 إعدادي لحد 3 ثانوي، وأنا لسه بكتب اسمي في دفتر الحياة بأحرف مرهقة. ما كانتش رفاهية، كانت ضرورة—عملتها عشان أعيش، مش عشان أفتخر. أكتر حاجة بتوجع إن اللي المفروض يكون سندك كان أول ناس تضربك في ضهرك: أب وأم ضدي في أي حاجة وفي كل حاجة. مش بس اختلاف رأي، لأ ده تحقير، برفض، وكأن وجودي غلط. حسيت إني غريب جوا البيت، في وطني ومش منتمي، وبقت حروبي اليومية بيني وبين ناس اللي المفروض يفهموني أكتر من أي حد. وصلت لمرحلة، لما طلبت فلوس في 3 ثانوي، مكنتش بطلب حاجة مبالغ فيها—بس الرفض مكانش كفاية. اتذلّلت بيها؛ اتهزأت، تنكّرت لي بكلام جارح، واتعايرت كأني رخصت نفسي قدامهم. مش الناقص كلمة، لا.. شتم وسخرية وخروجة احترام منيها. الكرامة اتكسرت قدام عيونهم، ومكنتش حتى أقدر أرد لأن الجرح كان كبير والاختلاف كان مع عصب البيت. النهار عندي بيمر وأنا مستغرق في خنقة؛ نفس محبوس ما بيرتاحش. عايش يوم ورا يوم، وقلبي بيسأل ليه؟ ليه كل حد حواليي بيعاملني كده؟ أحيانا بحاول أضحك عشان أخفي وبحاول أتماسك عشان محدش يحس بقد ايه أنا توهّان. بس الصمت ساعاته أكبر من الكلام؛ الصمت اللي بيعبر عن كرامة مكسورة وعن تعب ما ينتهيش. مش بطلب من الدنيا كتير؛ بطلب إن حد واحد يسمعني يطبطب عليا يحضنني ويبص في عيوني كإنسان، مش كاسم مرّ وخلاص. بطلب لفتة حقيقية، كلمة طيبة تبرد نار جوايا، حضن يطمن قلبي عن بكرة. لكن لحد دلوقتي، اللي بيحصل إن كل حاجة بتتقلب عليا: ناس تضحك، كلام يقلل من قيمتي، وانا باضطر أبلع مرارة القهر عشان أعيش. لو هاتوصف وجعي، هتلاقيه مش في اللحظة دي بس؛ ده تراكم سنين وشهقات مكتومة. ممكن تموت فيك الأمل؛ ممكن تحاول وتنهار؛ بس برغم كل ده، بردة في قلبي صوت صغير يقول: ما تسلمش. حتى لو الدنيا ضدي، حتى لو الكل ضدي، أنت لسه موجود، وتنفسك لسه ليه معنى. بس انا فعلًا مش قادر مش عارف مش واثق والله العظيم انا عمال بكتب جايز حاجة جوايا تتحسن.. انا طول الوقت دايخ تعبان مش قادر اعمل اي حاجة .
1
2