
Coffee_73142 🇪🇬
منذ يومين
.
شعور آسف
الناس أمام البلاء قسمان: 1- قسم يتصور أن ما فيه نهاية الحياة، وأنه لم يبتل أحد بمثل ما ابتلي هو به، وهذا يدفعه إلى الغرق في مشكلته ظناً منه أنه أبأس الناس وأشد الناس ظلمة وأكثرهم ابتلاء، وهذا لا تجده إلا منزوياً أو منعزلاً أو شاكياً حاله، أو ساخطاً على المجتمع، المهم أنه يظل في تلك الدائرة، وقطار عمره يسير وهو لا يشعر، حتى إذا بلغ الخمسين بدأ يدرك أن مشكلته كان لها حل، ولكنه أدرك ذلك في مرحلة أصبح التداوي معها ثقيلاً على النفس؛ لأنه يحتاج إلى عامل الوقت، وقد فر الوقت منه، وأنت ابن العشرين والحياة أمامك ممتدة، وتستطيع أن تتجاوز -بأمر الله- ذلك. 2- القسم الآخر وهو القسم الناجح: يحدد المشكلة بهدوء، ويعلم أن هذا طبيعة الحياة، وأن البلاء مهما عظم له حكمة وله مخرج، فإذا غلبه الهم والحزن جعل منهما دافعاً إلى التغيير، فهو في خاصة نفسه يعلم أنه ما ابتلي إلا لحكمة، ولا صبر إلا بعون، حتى الصبر يحتاج إلى عون الله تعالى له، هذا العبد يبدأ فوراً دون يأس أو تسخط في استخدام كل الملكات الخاصة به، فيحصر المشاكل، ويبدأ بما يمكن علاجه، ويستعين بعد الله بأهله ومجتمعه، وما لا يمكن علاجه يتعايش معه، وهذا لا يمر عليه يوم إلا وهو يحقق إنجازاً ولو كان بسيطاً.
7
3