أنا بعترف إني في لحظات ضعفي قلت على نفسي كلام وحش جدًا. فضلت أقول إني فاشل، إني منافق، إني ماليش أي قيمة، وكأني عايش كعبء على كل اللي حواليّ. كنت شايف إني السبب في أي حاجة وحشة بتحصل، ومكنتش قادر أشوف في نفسي أي ميزة أو خير. بس بعد ما هديت شوية وفكرت، اكتشفت إن الكلام ده مش أنا. ده صوت الاكتئاب اللي كان مخليني مش شايف غير السواد. هو اللي كان بيخليني أفتكر كل حاجة سلبية، ويكبرها، ويخليني أصدق إني مش نافع. الحقيقة إني بني آدم عندي ضعف زي أي حد، بس برضه عندي قيمتي وربنا لسه مديّني فرصة أكمّل. اللي لمسني في وقت الأزمة إن الناس اللي كنت فاكرهم ضدي، ظهروا بوش تاني. مديري اللي كنت حاسس إنه بيكرهني، وقف وقت الجد يحاول يهديني وينقذني. وزميلتي اللي ملهاش أي مصلحة معايا، نصحتني أقرأ قرآن وأقرب من ربنا عشان أستمد قوة. المواقف دي خلتني أفوق وأقول: لأ، أنا مش لوحدي، وفي ناس شايفة فيا حاجة أنا مش شايفها. أنا غلطت لما سلمت ودني لأفكاري السودا، بس اتعلمت أفرق بين صوت الاكتئاب وصوتي الحقيقي. وزميلتي اللي وقفت جنبي، بجد بتمنى ليها من قلبي ربنا يرزقها بالزوج الصالح والسعادة. أما مديري، فأنا موافق على أي قرار ياخده تجاهي، سواء إني أكمّل أو أمشي، عشان مؤمن إن اللي بيكتبه ربنا ليا كله خير.

3

1