#الرجل-الذي-فقد-نفسه ! فيه نوع من التعب مابيبانش، ومافيهوش أعراض واضحة… بس بيآكلك من جوا، حتة حتة. أنا مش في صراع مع الدنيا، ولا داخل حرب مع الناس… أنا بس مش فاهم ليه لازم أكمّل، ليه المفروض أصحى كل يوم وأمثل إن الحياة منطقية، وإن اللي بعمله له قيمة… وأنا في الحقيقة، مش بس تايه… ده أنا ماعدتش حتى قادر أتخيل ملامح الطريق. بشتغل شغل مش بتاعي، مش بحبه، ومع ذلك بروح وأرجع، وألبس دور العادي، عشان بس أعدّي اليوم من غير ما حد يسألني: "مالك؟" مش مضغوط ماديًا بالمعنى التقليدي، لكن مضغوط إنسانيًا… مضغوط من التكرار، من الرتابة، من إني كل يوم يتسحب منّي حاجة، وفي المقابل… ما بيرجعليش أي حاجة. أنا مش مكتئب لأني ببالغ، ولا شايف نفسي ضحية… أنا بس عارف إن اللي جوايا أكبر بكتير من اللي الناس شايفاه، وإن الصمت اللي حواليا، أرحم من تعليقات سطحية بتستخف بكل شيء. فيه ناس أول ما تسمع كلام زي ده تقول: "ده بيدور على شفقة"، أو: "هو اللي حط نفسه في كده"، بس الحقيقة… إنك ما تعرفش المعركة اللي جوا الواحد، إلا لو خضتها بنفسك. والمعركة دي مش دايمًا فيها عدو واضح… أحيانًا العدو هو الوقت، والفراغ، والإجبار، والتكرار، وأحيانًا بيكون صوتك اللي جواك… اللي كل ما تهدأ، يهمس لك: "إنت مش في مكانك". أنا حاليًا مش بدوّر على أمل، ولا على حل، أنا بكتب علشان أوصف اللحظة، زي ما هي… لحظة مافيهاش ردود، ولا قوة، ولا حتى دموع. لحظة فاضية، بس تقيلة… زي ما تكون واقف على حافة جُوّاك، مش برّة. وإنت مش خايف تقع، إنت بس تعبت من التمسّك. وآسف لو الكلام ده تقيل، أو مش مريح، بس الصراحة الوحيدة اللي لسه بعرف أقولها، هي إني مش بخير… مش عارف أعيش، ومش لاقي في العيشة دي سبب كفاية يخليني أستمر

8

4