"كنت طالع السلم في العمارة، والمكان هادي والضوء خافت شوية. فجأة، سمعت صوت خطوات جاية من ورايا، ولما لفيت، شفت أم عبير واقفة عند الباب، بتبص عليا بابتسامة خفيفة لكن فيها شيء من التحدي. بصيت لها وقلت: 'أم عبير، إيه اللي جابك هنا؟' قالت وهي تقترب خطوة: 'كنت عايزاك تحرك لي التلاجة دي، بس مش بس كده.' الصوت بتاعها كان هادي، لكن فيه حاجة بتخلي الجو كله مش طبيعي. بدأت أتحرك ناحية التلاجة عشان أحركها زي ما طلبت، لكنها كانت لسه واقفة في مكانها، مش قادرة تبعد عينيها عني. وأنا بحاول أتحرك بتأني، حسيت بشيء غريب بيننا. فجأة، قالت: 'أنا ملاحظاك مش مستعجل، ما عندكش مشكلة لو تأخرت شوية؟' قربت منها أكتر، وحسيت أن المسافة بينا ضاقت. قلت وأنا بصوت منخفض: 'مفيش مشكلة، كنت مستني اللحظة دي من زمان.' أم عبير ابتسمت ابتسامة مش بريئة وقالت: 'أنا كمان، بس يمكن مش بالشكل اللي أنت متخيله.' كنت حاسس أن في شيء بيزيد الجو سخونة، وكل كلمة منها كانت بتخلي المكان صغير عليا أكتر. لما قربت أكون جمبها، كانت العيون بتاعتها مش بتفارقني. قلت لها: 'لو هنتكلم عن الحركة، يمكن يكون في حركة تانية مش هتكون متوقعة.' هي همست: 'أنت مش لوحدك اللي بتفكر في حاجات مش متوقعة.' وكان في شيء بينا كأننا في لعبة مش عارفين مين هيفوز فيها. وقفت مكانك لثواني وأنا حاسس بنبض قلبي اللي بدأ يسرع، وهي كانت ساكتة وكأنها بتحسب كل حركة، وكل ثانية كانت بتطيلها أكثر، لحد ما اقتربت أكتر وقالت: 'اللي جاي بينا هيكون مختلف عن أي حاجة.' كنت في اللحظة دي عارف إن اللعبة بينا بدأت بشكل مختلف، وكل خطوة كانت بتقربنا من شيء ما قادر أهرب منه." مش عارف اعمل ايه؟؟

4

0