#الرجل-الذي-فقد-نفسه ! فيه حاجة بتشدك لتحت… مش حاجة تمسكها ولا حتى تعرف تسميها. بس هي موجودة، عاملة زي صوت في الخلفية مش بيوقف… بيزن، بيهزك من جوا، بس من برّه، مفيش حاجة باينة. كل حاجة حواليك بتمشي… وإنت؟ واقف… مش لأنك قررت تقف، لأ… لأنك نسيت تتحرك. نسيت تبص حواليك. نسيت تبص لنفسك. أو يمكن بطّلت تحاول أصلاً. بتصحى من النوم كأنك ما نمتش، وبتضحك وسط الناس كأنك مش موجود. مش لأنك بتخبي، بس لأنك بقيت شفاف… عديم الطعم، خفيف الوجود، كأنك نقطة سايبة في لوحة باهتة. الأفكار مش بتوجعك… هي بس كتير. كتير لدرجة إنك بطّلت تسمعها، وبطّلت ترد. والأسئلة؟ مفيش أسوأ من الأسئلة اللي ملهاش صوت، اللي بتلف جواك من غير ما تنطق بيها، علشان عارف إنك مش هتلاقي لها رد… وممكن ما تستحملش لو لقيت فيه حاجة مش واضحة… بس موجودة. كأنك في مكان ضيق، بس من غير جدران. كأنك بتتنفس، بس مفيش هوا. الأصوات عادية، الوشوش عادية، بس فيه طبقة شفافة فوق كل حاجة… بتعزل، بتبعد، بتخليك برّه حتى وإنت جوا. العين شايفة، والمخ صاحي، بس القلب…؟ واقف، أو يمكن ماعدش بيستقبل أي حاجة. مشاعر بتعدي من غير ما تلمس. تفاصيل بتحصل بس مفيش منها معنى. فيه حركة في اليوم، بس مفيش حياة. كأنك واقف وسط الزحمة بس مش محسوب… كأنك نسخة، اتكررت غلط."

15

0