toheal logo

Strawberry_74772 🇪🇬's منشور

Strawberry_74772 🇪🇬

منذ يومين

.

شعور متعب

كانت الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل. سكون غريب يلف الغرفة، والهواء محمّل بثقلٍ لا يُرى. على شاشة الهاتف، أضاء اسمها فجأة، وكأنها جاءت لتكسر صمتي. رسالتها قصيرة، لكنها اخترقتني كالرصاصة: «نفسي في فسيخ ورنجة.» لم أتردد. أصابعي سبقت عقلي، كتبت لها بلا تفكير: «تحبي أجيبلك دلوقتي؟» تخيلت ابتسامتها، تخيلت دهشتها من حماسي، وتمنيت أن يصلها صدقي قبل كلماتي. لكن مع أول ضوء للصباح، وصلني ردها. لم يكن ما توقعت، كان كصفعة باردة: «بصراحة… أنا كنت باختبركم. بعت نفس الرسالة ليك وليه. هو رد وقال: أنا كمان نفسي في رنجة وسلطة طحينة. وأنا عارفة إنك غالبًا معكش فلوس، لكن هو أكبر ومفروض يقدر يجيب.» صمتُّ قليلًا. كأن الكلمات علقت في حلقي. لم أعرف هل أضحك على سذاجة الاختبار، أم أغضب من القسوة فيه. لكنها لم تتركني أغرق في حيرتي؛ داخلي كان يصرخ ألا أظهر ضعفي، ألا أُثبت ما تتوهمه. فكتبت لها بهدوء غريب: «الساعة 3 الحاجة هتكون عندك.» أرسلتها وكأنها تحدٍّ، أو وعد، أو صرخة تمسك أخيرة. لكنها لم ترد. ظلّت شاشة هاتفي صامتة، وأنا أحدّق في محادثتنا كمن يقرأ كتابًا يعرف نهايته مسبقًا لكنه لا يقوى على إغلاقه. ثلاث سنوات وأنا أجمع ذكرياتي معها كهاوٍ دؤوب، يخشى أن يضيع تفصيل واحد. صورها عندي مرتبة باليوم والتاريخ، لحظاتنا مصفوفة كحبات مسبحة أخشى أن تنفرط. حتى محادثاتنا على الواتس صنعت منها نسخة PDF، كأنني أحاول أن أجمد الزمن، أن أحتفظ بها من الانزلاق بعيدًا. هي لا تعرف… أنني ما زلت أعيش داخل أرشيفها. كل كلمة، كل صورة، كل موقف… محفوظ عندي، لا يتآكل ولا يضيع. بينما هي تبتعد، وأنا — رغم كل شيء — ما زلت ممسكًا بها، كمن يمسك بظل شخص رحل، ويقسم ألا يتركه يذوب في العدم.

1

1


لا يمكنك رؤية أي نصيحة على هذا المنشور لأن الناشر اختار تلقي النصائح بشكل خاص. إذا كنت ترغب في مشاركة نصيحتك، ببساطة اكتبها في المربع أدناه.

التجربة أفضل عبر التطبيق

حمّل تطبيق توهيل على هاتفك لتجربة أسرع