toheal logo

Pumpkin_42261 🇪🇬's منشور

Pumpkin_42261 🇪🇬

منذ أسبوع واحد

.

شعور خجلان

أعرف عنك شيئاً حتى الآن.. وهذا مريع! تأخر لقاؤنا كثيراً، فقدتُ فيه إنسانيتي. يفقد الإنسان جزءاً من إنسانيته كلما أوغل في الحياة واحتكّ معها ولذا كان عليك الحضور في وقت مبكر، أيام كانت إنسانيتي وهمّتي وطاقتي في أوجهنّ حتى نفقدهن تدريجياً وبرفقة بعضنا وكي نلحق شيئاً من إقبال كلينا على الحياة، لكن ذلك لم يحدث.. حكايتنا مثيرة للشفقة وباتت اليوم تثير اشمئزازي أيضاً! كيف للحب أن يخلف وعده إلى هذا الحد؟ خاب ظني به وبك! ربما لا يهمك ولا يهمه ولهذا أنتما غائبان أصلاً لكنه يهمني، لأنني كفرت بالحب وقد كنت من أعظم المؤمنين به ولست تدري كم يتخبط الإنسان ويفقد مزيداً من إنسانيته حين يكتشف زيف ما آمن به! شجرة إنسانيتي هاجمَها خريف متوحش، تتساقط أوراقها بجنون. أهكذا؟ بدلاً من أن نقف معاً تحت سنا القمر لنراقبه ولا ننتبه لألف خريف يعصف خلفنا؟ جعلت السنا ورائي والخريف قبالتي لا العكس.. أشهد تساقط كل شيء، كل شيء، أمام عينَي، ولا أرى السنا، بل لا أمل لي برؤيته! يا أعظم خيبة أمل.. يا أحزن حب.. يا ضياع آلاف الليالي الأنيسة! كم ألف ليلة مضت دون أن تضم الوحشة إلى صدرك، دون أن أعرف نغمة دقات قلبك وأعتاد تنفسك فأعرف متى ينتظم ومتى يختلّ! لا أعرف شيئاً عنك حتى الآن؟ يا للعار! لا أدري بمفضلاتك بعد.. متى سنلحق؟ متى سأتعرف على أعز قصائدك وأحبّ أغنية إليك والفصل الذي تحبه وفيلم الكرتون الذي صادق طفولتك والمشاغبة التي جنّنت والدك بها ونكهة المثلجات المفضلة لديك والنظرية الفلسفية التي اخترعتها لنفسك وقصتك أيام الثورة والفنون التي تخاطب قلبك والصور التي تبتز بها أصدقاءك وعلاقتك بشقيقك المقرب؟ وثرثراتي؟ وحكاياتي؟ والنصوص التي كنت سأدللك بها والأغنيات التي كنت سأنعم بها عليك بصوت لن يسمع دندنته سواك؟ متى نلحقها؟ لا يمكنني أن نقول.. "بمزاجك، لقد ضاع الدلال والعمر عليك" لأنه ضاع علي أيضاً، قدمانا في الفلقة معاً، أما هكذا يقولون؟ يا لقصة حبنا الغريبة! كلانا متنا حسرة لأننا لم نلتق، كلانا عُذبنا بالوحدة دون بعضنا، كلانا نعيش نفس الابتلاء.. كلانا لا يعرف عن الآخر شيئاً حتى الآن.. أنا أجهلك إلى حد البكاء! لأول مرّة أقابل جهلاً مبكياً! يا للعار.. يا للعار! تبّت كل يد ساهمت في خَطّ سطر في حكايتنا، ليس في حكايات فراقنا، لأننا لم نلتق لنفترق، بل في حكاية "عدم لقائنا" لأن هذا اللقاء لم يقع أبداً.. أنا لا أعرفك لأدعو بك.. لا أعرفك لأشتم خيانتك لا أعرفك لأحملك المسؤولية.. المسؤولية على من؟ غداً أمام الله سنخبره ونعرف كل شيء، عسانا إذن نعمل ما بوسعنا لنلتقي في الجنة، ربما لم يكن حب هذه الدنيا يليق بقلبينا الرقيقين النقيين الضعيفين فُخبّئت حكاية حبنا للآخرة؟ ربما؟ أتمنى! وإلا فكل الصبر والعذاب يضيع هباء وبالتالي ويا خشيتي: العمر نفسه

3

1


لا يمكنك رؤية أي نصيحة على هذا المنشور لأن الناشر اختار تلقي النصائح بشكل خاص. إذا كنت ترغب في مشاركة نصيحتك، ببساطة اكتبها في المربع أدناه.

التجربة أفضل عبر التطبيق

حمّل تطبيق توهيل على هاتفك لتجربة أسرع