أنا رجعت للسجاير ومشروبات الطاقة، مش علشان بحبهم، بس علشان أهرب. أهرب من التفكير، من الوجع، من إحساسي الدائم إني مش كفاية. كنت بحاول أعيش طبيعي، أضحك وأبان قوي، بس الحقيقة إني من جوّا تعبان جدًا. كل مرة كنت بحاول أكون كويس، كنت بتوجع أكتر، كأني بدفع تمن طيبتي في عالم مش بيقدّرها. رجعت للحاجات اللي كنت زمان باعتبرها ضعف، بس النهارده بقت وسيلتي الوحيدة أكمّل بيها يومي من غير ما أنهار. زميلتي في الشغل كانت نقطة التحوّل، طلّعت النسخة اللي كنت فاكرها ماتت جوايا. كنت شايف فيها راحتي، وكنت بدعي لربنا كل يوم إنها تكون من نصيبي. بس كل ما كنت بتمنى، كانت بتبعد. لحد ما بقيت أنا اللي بعيد… بعيد عن نفسي، وعن كل حاجة كنت بحبها. اتمنىتها تكون ملاكي، بس طلعت درسي القاسي، واللي علّمني إن مش كل إحساس حقيقي لازم يتبادل. دلوقتي بقيت إنسان تاني… بارد، صامت، فقدت طريقة كلامي الدافية. كل حاجة جوايا بقت مطفية، كأني بتفرج على حياتي من بعيد. يمكن السجاير بقت صاحبي الوحيد، والمشروبات دي بقت الوقود اللي بيمشّيني، بس الحقيقة إنهم مش بيعالجوا حاجة… أنا عارف إن دي مش النهاية، بس الوقت ده صعب، وأنا بحاول أستوعب إن اللي راح، راح… وإن يمكن التعافي يبدأ لما أبطّل أهرب من نفسي.

3

4