مبقتش حاسس معاها بنفس الشعور اللي كنت حاسه أول ما اتعرفت عليها. في الأول كنت بحس إن قلبي بيتفتح ليها، وإن وجودها بيغيّر يومي، كنت بستناها تتكلم معايا أو تبعتلي رسالة صغيرة، وأفرح من أبسط حاجة. كنت فعلاً حاسس إني بحبها وإنها واخدة مساحة كبيرة من قلبي وعقلي. بس من بعد وفاة خالي، حسيت بحاجة غريبة. المشاعر اللي جوايا بردت كأني فجأة اتقلبت لإنسان تاني. بقيت أحس إن الدنيا تقيلة عليا وإن فيه وجع مالي قلبي مش سايب مكان لأي إحساس تاني. لقيت نفسي ببعد عنها من غير ما أكون مخطط أو قاصد، مجرد إن طاقة الحب اللي كانت جوايا ناحيتها اتسحبت. بقيت أتعامل معاها كإنها مجرد زميلة مش أكتر، وجودها أو غيابها بقى شبه واحد. حاولت أفتكر الإحساس القديم أو أرجعه، لكن لقيت نفسي مش قادر. يمكن الموت بيغير جوانا حاجات مش بنتحكم فيها، بيخلينا نعيد حساباتنا ونشوف الدنيا بشكل أبرد وأقسى. أنا مش بقول إني مابقتش بحبها خالص، يمكن لسه جوايا ذكريات حلوة معاها، لكن الإحساس اللي كان بيخليني أتحرك ناحيتها بشغف بقى غايب. بقيت بارد في ردود أفعالي، ومش فارق معايا زي زمان. وده مش تقليل منها، بالعكس، يمكن هي تستاهل أكتر من كده، لكن أنا اللي اتغيّرت. اللي مزعجني إن التغيير ده جه غصب عني، مش باختياري. كأني اتطفى جوايا زرار كان منور حياتي.

1

0