
Blueberry_29908 🇪🇬
منذ شهر واحد
.
شعور مزعوج
--- أحيانًا بحس إن الحب ده مجرد وهم أو خداع، حاجة الناس بتحاول تقنع نفسها بيها علشان يلاقوا سبب يعيشوا عشانه. لما بشوف صحبتي أو أختي أو حتى ماما، وطريقتهم في التعامل مع جوزهم أو خطيبهم، بحس إنهم مغيبين، محبوسين جوا استعراض اهتمام وكلام معسول، وفي الآخر بيتحولوا لأطفال متعلقين بيعملوا أي حاجة علشان الطرف التاني، حتى لو الموضوع كله باين عليه تمثيل. كمية القهر اللي بحسها ساعتها مش طبيعية، بقعد أقول لنفسي هو إيه القرف ده؟ ليه الناس بتخدع نفسها كده؟ إزاي عايشين في حاجة مزيفة وفرحانين بيها؟ بستغرب لما ألاقي واحدة ابنها بيكلمها بطريقة وحشة أو عنده إعاقة أو بيستفزها، وبرغم كده بتحبه، بحس إني مش قادرة أصدق، هو الحب بييجي إزاي؟ وبعدين ماما، بتقول إنها بتحب جوزها، وأول ما تحصل مشكلة بسيطة بتقول طلاق! طب ده حب؟ ولا تعود؟ ولا خوف من الوحدة؟ أنا ساعات بفكر إن مفيش حاجة اسمها حب حقيقي، هو بس تعود على وجود شخص بيشيل عنك، بيسد فراغ، بيريّحك، ولما يختفي بتحس إنك تايه، مش علشانه… بس علشان الخدمات النفسية اللي كان بيقدّمها لك. وبصراحة، أنا بكره أسمع كلام عن العلاقات… بكره، لدرجة إني بحس إني هطق، بحس بقرف، بغيظ، باشمئزاز فظيع مش عارفه أوصفه، ببقى عايزة أصرخ وأقول "هو إيه الّيَع ده؟"، مش قادرة أستحمل الكلام ولا حتى الفكرة. كل حاجة حواليا بتشوه الحب… حتى الممثلين والمغنيين اللي بيقولوا إنهم حبوا واتجوزوا، ف الآخر بيسيبوا بعض، طب فين الحقيقة؟ مفيش. أنا علاقتي ببابا أصلاً مش قادرة أفهمها، هو بيحبني، وأنا لما بيكلمني بلطّف وبضحك، بس جوايا حاجة بتقولي "انتي بتمثّلي". بحس إني متضايقة من نفسي، حتى وأنا بحاول أبان طبيعية. وبكره أقول كلمات زي "يا قلبي" أو أتعامل بلطف مصطنع، لأن كل حاجة جوايا بتصرخ من القرف، من الكبت، من الزيف. حتى ماما، أول حب حبيته كان ليها، بس مش لأنها كانت حنونة أو بتحبني، لأ… بس لأن عقلي اتعود عليها، لأن مكنش في بديل. حتى الحضن… الحضن اللى ناس كتير بيموتوا عليه، أنا لما بحتاجه بحس بإحراج، بكسف من نفسي، وبقرف من الفكرة، من اللمس، من الضعف اللى فيه. أوقات بتخيل نفسي في علاقة، بيتهيألي إني ممكن أحب وأتأمن، بس حتى الحب اللي بتخيله لازم يكون فيه حاجة توجع، لازم يكون فيه خيانة، أو شك، أو وجع، علشان يبقى واقعي. وأنا عارفة إن ده مش طبيعي، بس مش قادرة أتخيل الحب نضيف، مش قادرة أصدق إن فيه حاجة اسمها حب من غير قهر. والحب نفسه، بالنسبة لي، بقي عبارة عن إشباع… طاقة عاطفية ناقصة، شهوة، حاجة من الطفولة مش مكتملة… مش حاجة حقيقة. مفيش مشاعر بديهية، كله نتيجة لواقع معين، واحتياج معين. وأنا؟ أنا كمان أنانية، زي الكل، بس الفرق إني بكره ده فيا، مش عايزة أستغل حد، مش عايزة أحب حد علشان بس يعوض نقص، وبعدين أتعوّد عليه وأكمل، وخلاص. بس حتى كده… حتى وأنا بحاول أصدق، بلاقي الوجع بييجي ورا الحب دايمًا. موت، خيانة، كسر… وكل مرة الخيال يموّت بطل، بدوّر على غيره، بحس إني بستبدل أرواح علشان أفضل واقفة… وده قرف. قرف من النفس، وقهر من العالم اللي مش سايب فرصة واحدة للحب يبقى حقيقي. أنا حتى مش متخيلة إني ممكن أكمل بعد التلاتين… حاسة إني نفسي مش دايمة، فإزاي أصدق إن فيه حاجة في الدنيا دي دايمة؟ الحب ده؟ اللي مليان ضعف، استغلال، قهر، وتعود؟ أنا مش قادرة أتقبله… مش قادرة أبلعه… ومش عارفة أعيش معاه ولا من غيره. مش قادره......
6
5