toheal logo

Almond_59874 🇪🇬's فكرة

مبرمجون اجتماعياً.. كيف نعيد تعريف أنفسنا؟

Almond_59874 🇪🇬

منذ 3 أيام

في الحقيقة، لا أحد يُولد راغبًا في أن يكون مختلفًا، لكن المجتمع هو الذي يبرمج عقولنا منذ الطفولة، ويزرع فينا نظرات محددة وزوايا ضيقة ومستويات ثابتة من الفهم. انظر إلى التصوير مثلًا، معظم المصورين يختارون زاوية محددة، غالبًا على مستوى الصدر أو العين، حتى تبدو الصورة جميلة أو جذابة. لكن الفكرة أعمق من ذلك؛ فهي لا تفعل ذلك من أجل الفتنة، بل لأنها تريد أن تشعر بأن هناك من يراها، من يهتم بها، أن تشعر بأن وجودها له قيمة. ومع مرور الوقت، كلما شعرت بالاهتمام، صدقت أنها إنسانة جيدة، وكلما فقدت هذا الاهتمام، صدقت أنها سيئة. وهذا خطأ زرعه فيها المجتمع. هي ليست سيئة، بل عطشى لاهتمام افتقدته منذ زمن. أما الشاب، فقد تربى في مجتمع يقول له: لا تبكِ كالنساء، كن رجلًا ولا تُظهر ضعفك. فكبر وهو يكبت مشاعره، يتألم في صمت، ويفرح في صمت، حتى فقد قدرته على التعبير، وعجز عن مواساة نفسه. وحين يلتقيان لاحقًا، رجل مكبوت المشاعر وامرأة متعطشة لها، تتحول العلاقة إلى صدام. هي تُعطي بإفراط، وهو لا يعرف كيف يستقبل، هو يحب بعقله، وهي تحب بقلبها، ويظل كلٌ منهما يلوم الآخر، بينما الجذر الحقيقي للمشكلة هو ما زُرع فيهما منذ البداية. المجتمع العربي يزرع في الرجل الصبر والكتمان، ويزرع في المرأة العطاء والاحتواء، لكن لا أحد يعلّم أيًّا منهما كيف يفهم ذاته، أو كيف يوازن بين عقله وقلبه. أما عن الدين، فهي تريد رجلًا متدينًا، لكنها لا تفهم معنى التدين الحقيقي، تراه يصلي أمامها، لكنها لا تنظر إلى علاقته بالله، بل تبحث عن الاطمئنان في شكل رجل، لا في عمق الإيمان. وهو يريد امرأة صالحة، لكنه لا يدرك معنى الصلاح، يقيسها ببرمجته، لا بإنسانيتها. الإنسان ليس بجنسه، ولا بشكله، ولا بوظيفته، الإنسان بقدرته على الإحساس، وبصدقه مع نفسه. لكن معظم الناس باتوا مبرمجين، يستمع أحدهم إلى خبر فيصدق فورًا من دون أن يسأل لماذا أو كيف. وهذا ليس إيمانًا، بل كسلٌ فكري. الناس توقفت عن التفكير، وأصبحت تكرر ما تسمعه كأنها نسخ مكررة من بعضها. حتى قضية عمل المرأة أو بقائها في المنزل تحولت إلى معركة بلا معنى. ليست المسألة في العمل أو الجلوس، بل في الوعي. المرأة تحتاج إلى أن تنزل وتعمل لتفهم الحياة، لا لتثبت أنها تساوي الرجل، والرجل يحتاج أن يراها شريكًا، لا خصمًا. علينا أن نفهم أننا جميعًا مبرمجون بشكل خاطئ. مشكلتنا ليست في الرجل ولا في المرأة، بل في الفكر الذي زُرع فينا من غير وعيٍ أو اختيار. إذا كان المجتمع يزرع فينا أفكارًا مشوهة، فمن واجبنا أن نعيد الزراعة من جديد، أن نفكر، ونناقش، ونرفض ما لا منطق له، وأن نعيد تعريف كلمة إنسان. فالإنسان ليس لقبًا، ولا وظيفة، ولا نوعًا. الإنسان هو من يملك الشجاعة ليسأل: لماذا؟ .. ممكن رءيك

تمت كتابة هذا المحتوى بواسطة Almond_59874 🇪🇬 ويعبر عن آرائه الشخصية فقط. نحن غير مسؤولين عن أي معلومات أو أفكار أو معتقدات غير صحيحة واردة فيه.

هل كانت هذه المعلومات مفيدة؟

0

0

التجربة أفضل عبر التطبيق

حمّل تطبيق توهيل على هاتفك لتجربة أسرع