Orange_83235 🇪🇬's فكرة
Orange_83235 🇪🇬
منذ يوم واحد
وفي نهاية المطاف حين نظرت في المرآة لأبحث عني لم أجدني، لم أجد نفسي التي أضعتها بين الناس وأنا أرجو رضاهم، وأحتمل أذاهم، وأتجاوز عن إساءاتهم، وأتجنب سخطهم، وأهبهم من أيامي ما لم أهبه لنفسي... كنت أظنّ أن نُبل المرء في فَنائه لأجل غيره، وأن كمالي في أن أُصبِح للجميع سكنًا وسندًا وإن لم يبقَ لي من هذا العالم شبرٌ آوي إليه؛ فمضيتُ في الحياة أهبها كلّ ما أملك، وأسارع كلّما طلب مني أحدهم تضحية، حتى ألفتُ الجرح، واستأنستُ بالبذل، وأقنعتُ نفسي بأن هذا هو الحبُّ، وهكذا سأجد السلام.. ثم كانت أقسى الدروس التي علّمتها لي الحياة على يد من لا يعرفون الحنان؛ أنك إن تهب للناس نفسك لم يرَوك إلا شيئًا مُستهلكًا، يُؤخذ منك كل شيء، ثم يُترك لك الفتات، أو تصير في أعينهم كشمعة تنير لهم الطريق، ثم ما إن تنطفئي حتى يلعنوك على ظلامهم، يُطفئوك بأيديهم ثم يتّهمونك بالعتمة، أو تنفق روحك حبًّا حتى تنضب، ثم يحاسَبونك على ما لم تعد قادرًا على أن تعطيهم إياه! فلا يبقى لك إلا نفسك التي أهملتها، وكرامتك المشروخة التي راوغتَ من أجل بقائها، وقلبك المغبون الذي صدّق أن الحب وحده يكفي، قلبك الذي دُفِع إلى الخسارة دون أن يدري، ثم أدرك أخيرًا أن «النفس التي تهون على صاحبتها، تهون على الناس جميعًا».. أدركتُ أن من لا يضع لنفسه قدرًا، لن يجد من الناس من يضعه له، وأن من اعتاد أن يُلغي نفسه لأجل الآخرين، سيعتاد الآخرون أن يلغوه دون حرج، فإن لم تكن في حياة أحدهم نورًا محفوظًا، فلن تكون إلا وقودًا يُستهلك ثم يُلقى رماده لمآلات الترك والنسيان.. لقد تعبتُ من أن أُنير دروبًا لا تعود عليّ إلا بالعتمة، تعبتُ من أن أهب نوري لمن لا يعرف قيمته، وأن أستنزف دفئي في مواسم البرد والشتاء، ثم حين أحتاج لا أجد ما يدثر رجفتي، لذلك اخترتُ أن أحفظ نفسي في ضوءٍ هادئٍ أملكه وحدي، لا يطفئه غياب أحد، ولا يُشعلُه حضوره.. ولقد أفهمتني الحياة أن «من لم يعرف قيمة النور، لن يعرف قيمة من أضاء له، وأن من اعتاد أن يرى الآخرين أداةً لراحته، لا يستحق إلا البرد والظلام!»
تمت كتابة هذا المحتوى بواسطة Orange_83235 🇪🇬 ويعبر عن آرائه الشخصية فقط. نحن غير مسؤولين عن أي معلومات أو أفكار أو معتقدات غير صحيحة واردة فيه.
هل كانت هذه المعلومات مفيدة؟
0
0
التجربة أفضل عبر التطبيق
حمّل تطبيق توهيل على هاتفك لتجربة أسرع