عجيب أمر القلوب.. والحب الذي لا يرضيك

Pineapple_60236 🇪🇬

منذ شهرين

عجيبٌ أمرُ هذه القلوب، ترضيها كلمة وتغضبها كلمة وتُسَخِّرُها كلمة، ولا تدري هل يدل هذا على عَظَمَةِ الكلمة أم على هوان القلوب؟ بالأمس القريب قلتَ إنها امرأة لا تُنال، أو يجب ألا تُنال، واليوم تقول إنه لا يوجد في الدنيا ما هو أعظم من الحب، وإنْ كان فيها ما هو أعظمُ فأنتَ لا تريدُه، ولكنْ هل تدرك حقًا معنى الحب؟ أنت الذي لا يُرضيك ما يُرضي الملوكَ ولا يفرِحُك ما يفرحُ المغمومَ، ولا يتعدَّى الجبلُ في عينكَ كونَه رملًا، ولا يتعدى العالمُ في عينكَ كونَه شِجارًا أحمقَ بين صبيةٍ غيرِ مُكلَّفين، تتحولُ فجأةً إلى قِطٍ مَعقُولٍ من رقبته كيف أشعَرَتكَ أن لك زِمامًا، بل كيف أقنَعَتكَ أن تربط الزمامَ بنفسك وتسلمَه لها؟ لا تريدُ شيئا من الدنيا غيرَها، ولكن ماذا تريدُ منها؟ هل ستجلِسُ وتنتَظرُ لِتشاهدَها تدخلُ بيتَ أحمقٍ لَا يُقدِّرُ قيمتَها؟ نعم، إنَّها لعنةُ الحبِّ أصابتهَا مثلمَا أصابتْكَ ولكنَّ الفرقَ بينكما أنها وجدتْ مَرعًى لإبِلِها وأنتَ مراعيكَ كلُّها تَجِفُّ، وما زِلتَ مُصِرًّا على الرَّعي، إلى متى؟ وإلى أين؟ لن تستطيعَ الإجابةَ لِأنكَ لا تملِكُ إجابة، ومع ذلك ستستمرُّ فيما تفعلُ، فلا تشعرْ بالغِبطَةِ إذن، ولا تَعْدُ قَدْرَكَ الذي خُلِقتَ له، أو بالأحرى خَلقَتْه هِيَ لَك... لا تملِكُ إلَّا أنْ تُحَدِّثَ نفسَك بحُبِّها كلَّ ساعةٍ بل كلَّ دقيقةٍ، لا تملِك إلَّا أنْ تشتاقَ، حتى لَا يُسمَحُ لكَ أنْ تَبُوحَ بِاسمِها في قَصائِدِكَ كما فَعلَ جَدٌُكَ عَنترةُ، أحقًا تريدُها؟ قُل لها إذن وانتظرْ ردَّها....

هل كانت هذه المعلومات مفيدة؟

0

0