خذلتي نفسي حين صدقت أن في داخلك شيء يستحق

Popcorn_52020 🇪🇬

منذ 3 أشهر

لم تكن شخصًا حقيقيًا كانت انعكاسًا ملوثًا على سطح ماء راكد توهمت لوهلة أن فيه حياة لكنها لم تكن سوى صدى لفراغك الداخلي سكنتِ اللحظة كأنكِ تمارسين الحياة لأول مرة وكأن كل شيء بالنسبة لكِ مجرد لعبة استكشاف لا مشاعر فيها ولا التزام اعتدتِ أن تصنعي من الغياب مبررًا للظهور وأن تخلقي من الكذب ثوبًا واسعًا يُغطي عُريك النفسي كنتِ تحبين أن يتألم من أمامك بصمت وأن تُتركي الأبواب مواربة لا لشيء سوى لتدخلي متى شئت وتغادري حين يُصبح الحضور مُربكًا كنتِ باردة حد الاشتعال جامدة حد الانهيار مسكونة بذاتك حد العمى كلما مددتُ يدي باتجاهك سقطت في هاوية أعمق وكلما صدّقتُ شيئًا فيكِ تفكّك أمامي كأنكِ خُرافة وُلدت من رحم الخداع وعادت إليه كنتُ أراكِ وأنتِ تتحدثين عن الألم وكأنكِ اختراع نقي للخذلان لكنكِ لم تكوني حزينة بل محترفة اصطناع الحزن لا تعيشين الحب بل تُجيدين تمثيله لا تملكين مشاعر حقيقية بل مجرد رغبة عابرة في أن تُشعري الآخرين بأنكِ تستحقين الإنقاذ كنتِ لا تبحثين عن الأمان بل عن حائط جديد تُلقي عليه ثقل اضطرابك ثم تغادرينه كأنكِ لم تمري كنتِ أزمة متنكرة في هيئة فرصة وكنتُ أنا الأحمق الذي ظنكِ استثناء كنتِ فصلاً في كتابٍ رديء الطباعة مشوش الحبكة مزيف التفاصيل ومع ذلك قرأته حتى النهاية علّني أجد صفحة صادقة لكنكِ كنتِ الحبر المسموم والورق التالف والعنوان المخادع واليوم فقط فهمت أني لم أُخذل بكِ بل خذلتُ نفسي حين صدّقت أن في داخلكِ شيء يستحق أن يُؤمن به

هل كانت هذه المعلومات مفيدة؟

0

0