من وإحنا صغيرين وإحنا مظلومين من أهلنا، وكبرنا وبقينا بنتخذل من الناس اللي بنحبها. يا ترى هنفضل كده طول العمر؟ مش هنلاقي حد يخاف علينا ويعمل عشانّا ويحبنا بصدق؟ من كتر حبي ف بابا، عمري ما حبيت حد يتكلم عنه بطريقة وحشة، حتى لما الناس تقول إنه ظلمنا لما سابنا وإحنا صغيرين في أكتر وقت كنا محتاجينه فيه. سابنا وراح اتجوز، ومع كده أنا بحبه جدًا، بحبه حبّ يمكن يكون مؤذي، حبّ مرضي. بحاول دايمًا أبرر له كل حاجة، عمري ما شُفت إن غلطه غلط، دايمًا كنت بقول يمكن عنده مبرر، يمكن هو مضغوط، يمكن ماما السبب. ومعرفش ليه، بس جوايا دايمًا إحساس إن ماما السبب في بعده عنّا، رغم إني عمري ما حسّيت بحضنها ولا حنانها، ولا حتى بقيت عايزة أحس بده منها. ماما طول عمرها عايشة ف غفلة، مش شايفة غير البيت والمطبخ ، وبابا عايش بره حياته كأننا مش موجودين. هو بيصرف علينا، بس عشان يريح ضميره، مش عشان عايز يعرفنا أو يفهمنا. ميعرفش إحنا بنمر بإيه، ولا بنحس بإيه، ولا حتى محتاجين إيه. إحنا بين الاتنين… لا لينا حضن هنا، ولا أمان هناك. بنظهر قدام الناس كأننا أحسن عيلة ف الدنيا، بس الحقيقة إن كل واحد فينا بيموت من جواه بصمت. كبرت، وبقيت فاهمة إن كل ده مأثر فيّ جدًا. بقيت بتعلق بالناس بسرعة، وبستحمل الوجع، وبفكر إن الحب صعب ولازم أعمل مجهود عشان حد يحبني. بخاف من الفقد، وبضعف قدّام الوجع، وبحس إني مش مستاهلة الحب. كل مرة بحب فيها حاجة، بتبعد عني… كأن الوجع هو الحاجة الوحيدة اللي بتفضل قريبة

1

5