.png)
Pear_12205 🇪🇬
11 months ago
.
Feeling Okay 😐
كانت بالفعل خمسة أشهر قد مضت منذ أن دق جرس الباب لمنزلي .. هجرني الناس والرفاق وعمال التوصيل وساعي البريد .. إنه أكثر الأعوام الممطره وإن غيمات نوڤمبر لا نهاية لها .. أراقبها من شرفتي تتوالى وتتوالى كهزائمي ثقيله ورماديه .. تغمر جسدي أمطار نوڤمبر وتغمر الروح خيبات هزائمي التي تجاوزت الألف .. كان منير يتردد صداه في غرفة أضاءتها أنوار الشوارع وطرقه أضاءتها عيني التي اعتادت على العتمه .. "لا أنا كنت بره ولا مهاجر .. أنا اللي جايلك من باكر" دق الباب في غروب لا أمطار له .. وكانت أماليا .. تتذمر من الوحل والزحام وضجيج مصر المكرر والمكرر .. أعطتني مظلتها وخلعت نعليها عند عتبة الباب ودخلت تردد مع منير "البنت قالت فستاني .. منشور على الشط التاني" .. وتترنح كأنها ترقص .. أماليا لم تنظر لعيني ولم تلقي حتى التحيه .. علقت مظلتها وقمت بتحضير مشروبها المفضل .. أماليا حيث كانت تروي زهري تقف وما زالت تتمتم "ورجعت في القمره الليله" .. تُقبل أزهار الجاردينيا وتقول تُصبحي على خير لعباد الشمس الخجوله تعانق نفسها وتغط في نوم عميق .. تأبى أماليا أن تنظر في عيني .. ربما مر عام أو أكثر على فراقنا .. تعرف أن بإمكاني رؤية دموعها محتجزه في مُقلتيها .. أماليا تبكي وتبتسم .. - ها هو مشروبك = شكراً لك - لطيفتي ! = نعم - توقفي عن التظاهر ودعيها تنهمر = لا يمكنني .. لا يمكنني - لما لا ؟ =لأنه لو فعلت سأحتاج عناق رائف ورائف يكره أماليا - رائف لا يجرؤ أبداً = هل ستُعانق أماليا يا رائف إن بكت - سأفعل = إذاً عانقني يا رائف .. عانقني وكأني عدت من بين الموتى 'أسرعت وعانقتها وتبدد الضجيج من رأسي وصارت بحجم قشه كل الأثقال في صدري .. رائف كان بحاجه لعناق أماليا لا العكس' .. = لم تغسل هذا القميص من ثلاثة أيام هل أنا محقه ؟ - بلى لم أفعل 'تضحك أماليا ويضحك كل ما بداخلي حتى أظافري .. ونظل هكذا إلى أن يفرغ منير من أغنيته الحمقاء التي تكرر نفسها من جديد .. ويبرد مشروبها .. وتختفي غيمه ليعلن القمر عن نفسه في غرور وتقول أماليا : آسفه يا رائف أحبك .. أحبك .. وأقول : لا بأس أحبك أكثر .
7
0