
Broccoli_74790 🇪🇬
منذ أسبوع واحد
.
شعور محبط
تعودتُ أن أكونَ الفتى الذي يضحكُ في كلِّ حين، أن أُبهجَ من حولي، وأُنسيهم ما في القلبِ من أنين. فما همني حزني، ولا شغلنى همى، كلُّ ما أرادوه مني: فرحتُهم، وأنا... ألقيتُ حقي في نهرِ البؤساء، وابتسمتُ، رغمَ ما يحملهُ القلبُ من عناء. كنتُ لهم دواءً لا يُضاهى، صديقًا، أخًا، ومهرّجًا يُخفي بكاءهُ خلفَ الضحكات. يأتونَ بأثقلِ الحديثِ، يُلقونهُ بلا مبالاة، وأتلقاهُ بصدرٍ رحب، وأضحكُ... وأكتمُ البكاء. كم حملَ قلبي مشاكلَهم، ووضعَ مشاكلي على رفِّ النسيان. كم فكرتُ لهم، وسهرتُ لأجلهم، ولا شكرَ في النهاية، ولا امتنان. وإن شكوتُ، فأنا البكّاءُ المزعج، وإن رفضتُ، فأنا اللئيمُ الخبيث. حتى أمي... رفضت أن تسمعني، فهل يسمعُ الغريبُ، إن لم يستمع القريب؟ كان كلُّ هذا يسيرًا، حتى جاءَ الخبرُ الحزين، حينَ علمتُ أن بعدَ كلِّ ما صنعتُ، لم يتركوا لي حتى "بقشيش" صغير. أيّا ناكرَ الجميل، هل هذا ما سيفعلهُ الجميع؟ وبعدَ إدراكي، عدتُ إلى رشدي... وحيدًا، ينظرون إليّ، يتساءلون: ما بكَ حزين؟ وفي ظهري ألفُ سكين، وها أنا الآن أبكي للمرآة، أسألها: أهذا ما يشعرُ به النباتُ المسكين؟ نستظلُّ بظلّه، ونأكلُ ثماره، ونستنشقُ هواءه، ثم نرمي عليه الحجارةَ والطين...
1
0