يشهد ربنا إني بحترم كل الناس حوالييا وبحاول أتعامل بأدب وأخلاق، بس ساعات بحس إن كل ده مش كفاية. مش فاهم إيه اللي يخليهم يتصرفوا كده معايا. ليه أكون خريج تجارة إنجليزي ومجهودي ومؤهلاتي ما تتقدّرش؟ ليه حد تاني يكون معاها إداب قسم آثار ويكون مميّز، وأنا كأني مش موجود؟ الموقف اللي حصل لما أغمي عليا في الشغل كان صدمة كبيرة. حسيت إن كل الناس اللي حوالييا كشفوا عن حقيقتهم. اللي كانوا بيبانوا محترمين وعايزين يساعدوا، طلعوا على حقيقتهم. كأن كل حاجة كانوا بيخبّوها عني ظهرت مرة واحدة. ولما خلوني أعمل بريزنتيشن، افتكرت إنهم بيقدروني، إنهم شايفين مجهودي. بس طلعوا بيعملوا كده عشان يعظّموا الإيجو بتاعهم، مش عشان أي تقدير حقيقي. حسيت بالاستغلال وبالإحباط، وكأن كل خطوة بحاول أعملها بتتحول لاختبار شخصي على صبري وقيمتي. والبنت اللي معاها إداب قسم آثار كأنها متفقه معاهم، وكل تصرفاتها بتأكد ده. والمدير بتاع مديري مستعد يطلّع المشرف بتاعي نبي معصوم حتى لو الحق عليه، بس لازم يفتكر إني هفضل أدعي عليه لحد ما أموت. مش كل حاجة في الشغل عن الكفاءات أو الجهد، ساعات عن علاقات وامتيازات ناس تانية، وده بيزعل ويحرج. رغم كل ده، بحاول أتحكم في غضبي وأركز على اللي اقدر أعمله. بحاول أتعلم وأثبت نفسي، مش عشان أي حد يقدّرني، بس عشان أحس إني واقف على قدمي، وقادر أواجه كل التحديات اللي حوالييا، وأثبت لنفسي إن قيمتي مش مرتبطة بتصرفات الآخرين.

0

3