كنت بسأل مديري الطيب سؤال في الدين، بسؤال بسيط وواضح: ما معنى مختال فخور في سورة لقمان والإسراء؟ كنت بتكلم باحترام، من قلب صادق بيحاول يفهم كلام ربنا. ما كنتش بسأل علشان أظهر نفسي، ولا علشان أبان قدام حد. لكن فجأة، اتدخلت هي، من غير أي سبب، لا علشان تجاوب ولا تضيف حاجة، بس علشان تشتمني. كأنها كانت مستنية اللحظة دي، مستنية تشوفني بتكلم كويس علشان تقلل مني. وجعني الموقف… مش علشان الكلمة، لكن علشان النية اللي وراها. الناس اللي فيهم غيرة دفينة بيظهروا في المواقف الصغيرة. كنت متوقع منها احترام، بس لقيت لسانها سيف، بيقطع فيّ وأنا حتى ما غلطتش فيها. مديري نفسه كان مستغرب، وشايفني باتكلم بأدب، وهي مصرّة تهاجمني. اللي استوعبته بعد كده إن مش كل الناس بتستحمل تشوف غيرها محبوب أو محترم. فيه ناس بتتغذى على إنها تشوفك بتتوتر، أو تفقد هدوءك. بس المرة دي أنا ما فقدتش نفسي. كنت أكبر من الرد، وأهدى من إنها تقدر تجرّني لمستواها. يمكن اتوجعت، بس في نفس اللحظة عرفت قيمتي، وعرفت إن اللي بيشتمني وهو شايفني محترم… هو في الحقيقة بيعترف إني أفضل منه. والأصعب من ده كله… إني كنت بحبها في يوم من الأيام، كنت بدعي لها بالخير والصحة، والنهارده لما أشوف اللي حصل أقول: اتقدملها يا حسرة على الدعاء اللي دعيت ليها.

0

2