لا أعرف من أين أبدأ الحديث كل ما أعرفه أن كلامي سيراه الكثير غريباً. أعلم أن الجميع يريد أن يملك هذه القدرة و لكن بدأت أمقتها أحيانا، ألا و هي قدرتي العجيبة على عدم التعلق، صدقوني املك قدرة مرعبة على التخلي يمكنني أن أتخلى على أقرب الناس إلي دون النظر خلفي او الحنين لهم. دائما ما أحببت أنني عقلانية جداً و لكنني نوعا ما أكرهها في العلاقات، لا أدخل العلاقات لهذا السبب، أشعر أنه ظلم للطرف الآخر، من الممكن أن يتعلق بي هو و يحبني في حين أن لن أفعل، سيقول البعض فقط لم تحبي بعد لهذا لا تتعلقي و لكن صدقوني تجرعت من كأس الفقد الكثير، ذقت مرارة الحنين وكآلية للدفاع عن قلبي و مشاعري لم أعد أتعلق بأحد، لدرجة أنني مؤخراً فقدت صديقة لازمتني منذ طفولتي، ذهبت للقاء خالقها بعد صراع مع المرض، عندما علمت الأمر لا أنكر ان الخبر كان صادما لكن شعوري كان عجيب تقبلت الأمر بطريقة مخيفة حتى أنني لم انزل دمعة واحدة على فراقها كأنني لا أحضر لجنازة شخصي قريب مني كنت كالغريبة في تلك الجنازة. متى بدأت امقت قدرتي هذه، منذ سنتين تقريباً تقدم شاب لي كان حسن الخلق والدين، وافقت و استمرت العلاقة مدة لا بأس بها و كنا سنجعل الأمور رسمية و ما أن اوشكنا على ذلك واجهنا صعوبات و مشاكل وفي أول مشكل واجهناه قرر ان يعطي الموضوع اكبر من قيمته و يحجم المشكل، و كان رد فعلي هو طلبي ان نفترق و كل منا يمضي في سبيله، لأنني لن أكمل مع شخص لا يواجه المشاكل و يفضل الفرار منها، فوافق الشاب في لحظة غضب، و بعد مدة كان عيد ميلادي فتحجج الشاب به وتحدث معي و لكن كنت صارمة جداً ولم أطل الحديث، بعدها بشهور عاد للحديث معي و عبر عن مدى شوقه لي و حبه و صرح انه صعب عليه فراقي و يريد ان نصلح الأمور، في مدة فراقنا لم أشتق له يوما و لم أجد أية صعوبة في تخطيه او تخطي علاقتنا مضيت قدما و لم اعطي الأمر أهمية، و بعد فراقه فقدت ناسا كثر فقدرتي اصبحت أكثر رعبا بالنسبة لي، بعد أيام من ترجيه لي و طلبه للعودة كان ردي في منتهى الصرامة و قلت انني لن اعود له و لم يصعب علي فراقه يوما، (لم ارد أن اجرح مشاعره لكن اصراره دفعني لقول الحقيقة كما هي)، فذهب الشاب دون ان يعود، نظراته المكلومة أشعرتني بالذنب لأنني كنت أنانية رغم معرفتي انني اذا لم اره مناسباً يوما او بدر منه اي فعل لم تحبه سأتخلى عنه بسهولة و لكنني دخلت العلاقة رغم علمي بنفسي جيدا. أشعر بالضياع هل يجب الحفاظ على قدرتي او لا فما رأيكم ؟!!

6

12