فيه لحظة معينة، مش بتعرف تحدد إمتى بدأت، بس بتلاقي نفسك فجأة مش حاسس بحاجة. لا الفرح بيحرّكك، ولا الحزن بيكسر فيك… كل حاجة بقت متشابهة، كأنك ماشي وسط ضباب، بتعدّي يوم ورا يوم، بس مفيش حاجة بتسيب أثر. بتصحى… تقوم… تمشي… ترجع… تنام… وتكرر. بس جواك، في حتة فضيت، كأن اللي كنت معتمد عليه عشان يديك طعم للحياة، اختفى. فقدان المعنى مش معناه إنك مكتئب طول الوقت… أوقات بتضحك، بتتكلم، وبتتصرف عادي، بس جواك فيه صمت مرعب. بتسأل نفسك: ليه؟ ليه بصحى؟ ليه بشتغل؟ ليه بكمل؟ ومافيش إجابة، ولا حتى وهم يقنعك. واللي أصعب من كده، إنك تبدأ تشك في نفسك: هو أنا كده؟ هو أنا بقيت فاضي؟ هو أنا خلصت؟ وتبدأ تفقد الإحساس بقيمتك، لأنك مش لاقي حاجة تربطك بأي حاجة… ولا هدف، ولا حلم، ولا حتى شغف بسيط تتمسك بيه. فجأة بتلاقي الدنيا كلها ماشية قدامك، وإنت واقف في مكانك، مش لأنك مش عايز تتحرك… لأ، لأنك مش شايف أصلاً طريق تمشيه. كأنك في حفرة شكلها طبيعي، بس عميقة، وكل يوم بتنزل فيها حتة صغيرة، وانت ساكت. وفي عز ده كله، لما حد يقولك: "مالك؟" بتبتسم وتقول: "مفيش." مش لأنك كدّاب، بس لأن مفيش جملة واحدة تشرح فراغ بحجم اللي جواك.

8

0