
Kiwi_78579 🇪🇬
منذ 4 ساعات
.
شعور غير مكتمل
أظهر للناس بوجه باسم مصطنع كوجه المهرج الذي يبكي في صمت ليضحك الجميع. أرى العالم غريبا من حولي، أو ربما أنا الزائر الغريب. أختار العزلة، لا تفرض علي. متواريا بين الظلال أسكنها كدار لي، بل تسكن هي بداخلي. ولم تخفني الظلال يوما بل إنني لا أجد سكينتي إلا هناك. أختار البعد عن الواقع وأضيع بين غياهب الخيال وسراب الأوهام، حتى إذا أفقت وجدت نفسي شاردا في عالم غريب لا أرى فيه إلا أوجه مزيفة، وانعكاسات كاذبة لعالم رسمت معالمه هناك في أحضان الظلام. ولا ينفك عقلي عن الغوص في كل فكرة تؤلم الوجدان وترهقه، وأتأمل كل التفاصيل التي تلتهم الروح وتستنزف الحياة. أنا حبيس نفسي وسجين أفكاري وأسير الظلال. عالمي الخاص الصغير يلتهمني ببطء، وأنا أرويه ليكبر وينمو. أرويه بهذا السم البني الفظيع الذي يتغذى على الأرواح ويذيب العقول. وفي عالمي الصغير صراع دائم بين محاولات للخلاص من هذا السم القاتل، واستسلام بعد صراع طويل. والمؤلم في المشهد أن في كل مرة يكون النصر حليف استسلامي. كل شيء من حولي يتداعى وربما أنا على شفير الجنون. أفكاري في الظلام لا تهدأ، وصحتي تتردى، وروحي تتآكل في صمت مميت. في العالم العملي أظهر للناس بوجهين لا يعرف أحدهما الآخر، شخصيتان بعيدتان لا تلتقيان. ومن يعرف إحداهما، فلا يعرف معها الأخرى. فإما أن تعرف هذا أو ذاك. أحدهما رسام بسيط تخرج من إحدى كليات الفن، والآخر كاتب غير مشهور. فيزداد انشقاق عالمي إلى عوالم وعوالم. ومن عالمي الصغير في أعماق الظلام أكتب رسالتي، لعل ريح عابرة تحملها إلى السطح فترى النور. لأن الحياة علمتني أن الزمن يداوي كل الجروح. وأن النزيف يتوقف، ولكن الندبة تبقى لتذكرني بأنني ما زلت حيا، أشعر. أتألم وحيدا ولكنني أتنفس.
4
4