رسالة اليوم بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ صدق الله العظيم. "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ": هذه بداية الآية تخاطب كل من تجاوز حدوده في المعاصي والذنوب، وتصفهم بأنهم "أسرفوا على أنفسهم"، أي تجاوزوا الحد في الذنوب والمعاصي. وتشمل هذه الآية جميع العصاة من الكفار وغيرهم بحسب تفسير ابن كثير. الإسراف هنا يعني تجاوز الحد في كل شيء، سواء كان في الأكل والشرب أو في غيره، كما أن الإسراف في الذنوب يعني تجاوز الحد فيها، بحسب موقع المعاني. "لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ": هنا يأتي الأمر الإلهي بعدم اليأس من رحمة الله. القنوط هو أشد أنواع اليأس، وهو انقطاع الأمل في رحمة الله. الآية تدعو إلى الأمل في الله وعدم استبعاد رحمته مهما بلغت الذنوب. "إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا": هذه جملة توكيد وتثبيت لرحمة الله ومغفرته. الله يغفر الذنوب جميعًا، أي مهما كانت هذه الذنوب، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ومهما تكررت، فإن الله يغفرها لمن تاب وأناب إليه. "إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ": تختم الآية بتأكيد صفات الله تعالى، وهما الغفور والرحيم. الغفور يدل على كثرة المغفرة، والرحيم يدل على سعة الرحمة. وهذا يدل على أن الله واسع المغفرة والرحمة لعباده. الخلاصة: الآية الكريمة تدعو إلى التوبة والأمل في رحمة الله، وتؤكد أن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وأناب، مهما كانت هذه الذنوب.

6

1