حيث نموت ألفي مرة .. كم تعتريني الرغبة في كسر جميع الأسوار والتوجه نحوك .. حيث لم أعد أعرف أين تؤدي كل الطُرق .. يومٌ ربيعي كامل يجعلكِ تنسين جميع ليال ديسمبر الصقيع .. شهر كامل بين أربعة جدران هائلة جعلتني أنسى كيف يكون المرء حيًا .. أسير في كافة الإتجاهات إلى أن تتورم قدماي وتهرب مني قوة الإنسان الضئيل .. حتى أُدرك أنه لا مفر من السور .. أول أربعة ليالٍ قالوا : الميادين الفضية التي تحمل النساء والخمر وأوراق التبغ من جنة عدن تهبط في اليوم الأخير من كل شهر .. كنا في السابع عشر من نيسان .. اليوم هو السابع عشر من نفس الشهر .. بعد عام .. لم تهبط أي ميادين فضية .. المكان الهائل شديد الإتساع لم يكن له أي سقف .. إلا أننا لم نقوى على النظر إلى السماء .. نجوم الليالي الصافية أو شروق الشمس البرتقالية .. أتمدد على الأرض مُطيلًا النظر في الفضاء الكبير .. لا يتلقاني بصدر رحب إلا محيط أسود من العدم .. أنا ابن المأساة الأول .. نفتقد الشعور بالملذات الكبري -النساء والموت وأكواب الشاي الساخنة- تُشاركيني وجبات الغداء والليالي التي يصعب فيها النوم .. أُصلي كثيرًا طالبًا العفو .. أبكي نفسي كل نوم وكل تضرع .. لكن لا ينتهي الألم .. تسربت مني كل الألحان .. تحومين حول فراشي ترددين أغاني فيروز ولا أفهم ماذا تعنين .. أُشاهد عينيكِ السوداوتين تتوهج والنور يتسلل إلى صدري .. وأبتهج بدوري .. أفتقد الشعور بالملذات الكبرى -أنتِ- يُعييني أن لا تكونين معي. #حازم_مفتاح.

5

2