في ليلة من النبطشية، كنت شغال عادي جدًا، جنب الممرضة الجديدة اللي بدأت تِقَرّب مني بشكل واضح، سواء بضحك وهزار زيادة أو بمحاولة تلاقي أي فرصة تبقى جنبي في أي شغل. الموضوع كان بيزيد يوم بعد يوم، وأنا كنت بحاول أتجنب أي موقف ممكن يخرجنا برة إطار الشغل، بس في نفس الوقت مش عايز أجرحها أو أحسسها بالإحراج. مرة وأنا بنظم الملفات، جات وقالتلي بلهجة كده فيها تلميح: "إنت دايمًا مركز في الشغل قوي، ما بتفكرش تخرج شوية عن الروتين؟" رديت عليها بهدوء: "بصي، أنا بحب شغلي وبحب كل حاجة تكون في مكانها الصح. إحنا هنا عشان نخدم الناس، ومش عايز أي حاجة تأثر على تركيزي". كان واضح عليها إنها مستاءة، بس ما علقتش كتير وراحت بعيد. الليلة دي وأنا بلف في الممرات الهادية، شفتها مستنية عند آخر الممر. وقفت قدامي وقالتلي: "ليه واخدها بشكل جدي كده؟ أنا كنت بس بحاول نتقرب أكتر... مش غلط إننا نتكلم بعيد عن الشغل، صح؟" نظرت لها بثبات وقلت: "مش غلط نتكلم، بس لما الأمور تخرج برة الشغل بتتغير حاجات كتير، وأنا مش مستعد لأي حاجة تعكر صفو الشغل أو علاقاتنا هنا." كانت اللحظة دي حاسمة، شفت في عينيها خيبة أمل، لكنها بعد ثواني هزت رأسها وراحت من غير كلام. بعدها، الأمور اختلفت تمامًا، كل حاجة بقت في مكانها، والجو رجع هادي ومحترم زي ما كان، وكنت متأكد إنها فهمت الرسالة. مش عارف اعمل فيها الممرضين دول عليهم حاجات؟؟

8

0