بنت عادية جدًا، من بيت محافظ، متربية على الصح والغلط، وفاهمة إن في حاجات لازم تفضل خطوط حمراء. كانت بتحاول دايمًا تمشي صح، تصلي، تقرأ قرآن، وتبعد عن الحرام. بس كانت جواها حاجة محدش شايفها… حاجة كانت بتخليها تنهار كل ليلة وهي بتحط راسها على المخدة. بدأت معاها من أيام المراهقة، من غير ما تعرف بالضبط إيه اللي بيحصل. فضول بسيط، بعدين عادة. ولما عرفت اسمها "العادة السرية"، خافت. قعدت تبكي يومها. حسّت إنها عملت ذنب كبير. كانت تكره نفسها بعدها، تحس بقرف، تصلي وهي مش قادرة تبص في الأرض حتى، تحس إن ربنا مش طايق دعواتها. كل مرة كانت تقول "آخر مرة"، تبكي، تتوضى، تقرأ قرآن كتير، تصوم عشان تكفر، وتحس براحة مؤقتة… وبعدين ترجع. في مرة كتبت في مذكرتها: "أنا مش بنت وحشة، أنا بس ضعيفة. مش قادرة أتحكم في نفسي. بكره اللي بيحصل، بس بحس بفراغ رهيب جوايا، وكأن اللحظة دي بتملاني، وبعدين تسيبني فاضية أكتر من الأول." كانت دايمًا بتسأل نفسها: "ليه؟ ليه كل البنات قادرين يتحكموا في نفسهم وأنا لأ؟ هو أنا بس كده؟ هو ربنا خلاص مش بيحبني؟" ولما حاولت تحكي لبنت صاحبتها، اتصدمت من ردة الفعل، وحسّت إنها انكشفت. تراجعت تاني لجواها. بقت الوحدة صاحبتها. الشك، والذنب، والنفور من نفسها، بقيوا روتين يومي. بس الحاجة اللي كانت بتحيرها دايمًا… إنها رغم كل ده، بتحب ربنا جدًا. كانت تبكي في سجودها: "يا رب، أنا بحبك، بس مش قادرة، ساعدني، خدني من الطريق ده، نظف قلبي، خليني أقوى." وبين كل انتكاسة وثانية، كانت بتحاول. مرة سمعت درس عن "الاستغفار عن ذنب متكرر"، وقال الشيخ: "الندم الصادق، هو دليل إيمان، حتى لو وقعت ألف مرة." الكلمة دي حركت حاجة جواها. فهمت إن ربنا شايف قلبها، وإن اللي بيحاول، حتى لو وقع، مش مرفوض. بقت بدل ما تكره نفسها بعد كل مرة، تحاول تحتوي نفسها، وتقول: "هقوم، حتى لو وقعت تاني." تعبت 😔

19

0