أنا معترف إن أنا السبب الأول في اللي وصلت له. طول عمري بقلل من نفسي في الشغل، وكأني مش شايف لي أي قيمة. شغال كأني ترس ملوش لزمة، لحد ما لقيت نفسي بقيت زي خيال المآتة، واقف شكلاً لكن مفيش أي دور حقيقي. المشرف ما تعبش ولا عمل حاجة جامدة، هو بس استغل ضعفي وخلاني أسيب دماغي توديني وتجيبني، وفي الآخر وصل للي عايزه من غير ما يلمسني. عارف كويس إن الناس شايفاني إنسان ذكي، بس الحساسية الزيادة دي قتلتني. عايش طول الوقت متوتر، وأي كلمة بتتقال بحسها موجهة ليا. الكلام اللي بيتنقل بين زمايلي كان بيأثر فيا جامد، ومع الوقت لقيت نفسي عامل حمل تقيل على نفسي قبل ما أكون تقيل على غيري. حتى البنت اللي حبيتها، كنت شايفها بصورة حلوة في دماغي، بس لما عرفت إنها عصفورة المدير، وبتاخد منه المهام وتنقلها، الصورة وقعت قدامي. صغرت في عيني جدًا، وساعتها حسيت إن أنا كمان صغير في عيني نفسي. واللي بوّظ الموضوع أكتر إني لجأت للكوفان. بقيت آخده غلط — ٦ أقراص مرة واحدة — كأني بدور على وسيلة أهرب بيها من الوجع. بس الحقيقة إني ماكنتش بهرب من حد، أنا بهرب من نفسي. يمكن طول عمري فاكر إن مشكلتي في المشرف أو زمايلي، بس اكتشفت إن العدو الحقيقي عمري ما كان برة… العدو الحقيقي كان نفسي اللي فضلت أقلل منها وأكسرها لحد ما وقعت.

1

4