اتعلّمت إن مش كل خسارة وجع، في خسارة علّمتني أختار نفسي. زمان كنت فاكر إن التمسّك بالناس دليل حب، بس اكتشفت إن أحيانًا التمسّك بيكسر اللي جواك أكتر من الفُراق. كنت بدي من قلبي، يمكن أكتر من اللازم، وكنت فاكر إن الصدق بيرجع صدق، بس طلع مش دايمًا كده. اللي وجعني مش الرفض، ولا البُعد، اللي وجعني إني كنت شايف فيك أمان، وطلعت سراب. كنت بحاول أحافظ، وأبرّر، وأفهم، بس في الآخر فهمت إن اللي عايزك فعلاً عمره ما يوجعك. فهمت إن في ناس بتختار تمشي، مش علشان فيهم عيب، لكن علشان مش جاهزين لحبك الحقيقي. وده أصعب نوع من الخسارة… لما تكون صادق، واللي قدامك ميت إحساس. دلوقتي، بقيت أبتسم لما أفتكر، مش لأن الوجع راح، لكن لأن قلبي اتعلّم. اتعلّم إن في ناس وجودهم درس، مش قدر. إن في مشاعر بتخلص، بس الكرامة لازم تفضل. بقيت أعرف إن اللي يستاهل يفضل، مش اللي تحارب عشانه، لكن اللي يختارك من غير حرب. يمكن مافيش ندم، بس في امتنان. امتنان لتجربة وجعتني، بس قوّتني. خلّتني أختار نفسي، وأبطل أدوّر على الأمان في قلوب مؤقتة. وأنا النهارده… مش محتاج أُثبت إني كنت كويس، كفاية إني بقيت عارف أنا مين، وإيه اللي أستحقه. ويمكن أكون غلطت في حاجات، ويمكن أكون حساس شوية، بس ده مش عيب. الإحساس نِعمة من ربنا، مش ضعف. ومش هبقى جَبَلة ولا أمّعة علشان أرضي حد. لأن في حد عزيز عليا قالّي كلمة عمرها ما نسيت: “أهم حاجة، أوعى تتغيّر وتبقى وحش، خليك كويس وطيب وحنين، خليك محترم دايمًا، أوعى تحس إنك قليل في يوم، ربنا كرمك، ومش ناقصك أي حاجة، وإنت تستاهل كل خير.” والكلام ده فضل جوّايا… ويمكن علشان كده، أنا النهارده ممتن له بجد.

3

1