ليه الأبوين اول ما يشوفو طفل مطيع وبرئ وساذج وانطوائي ومتعلق بيهم يبقي أول فكرة تيجي في دماغهم ازاي نقدر نستغل الطفل دا في الانصياغ لمطالبنا مهما كانت قسوتها وبيلاقو في الطفل دا فرصة انهم يرتاحو من أعباء التربية وبيخلقوا عنده اعتمادية عليهم علشان هم يكونو كل حاجة في حياته وبعد كدا يستمرو طوال حياته في ابتزازه عاطفيا علشان يحققو اللي عايزينه عن طريق تكوين صورة في دماغ الطفل ان (الطاعة = استمرار الحب) ومستحيل الطفل يقدم علي انه يفكر بس في الانحراف عن المتطلبات اللي المفروض تتحقق فيه علشان أهله اللي كل حاجة بالنسباله يستمرو في تزويده بالحب والدفء والأمان أنا كنت فاكر وانا طفل لو بس فكرت اعمل حاجة مخالفة لكلام أمي ازاي الدنيا بتسود في وشي وبيبقي لسان حالي يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا انا كنت رابع طفل طفل من أربعة فنقدر نقول ان العائلة في الفترة اللي انا جيت فيها في الدنيا زادت المسئوليات عليهاوانا اتولدت في توقيت أهلي كانوا خلاص مستنزَفين من الضغوط، فبدل ما يربوني كفرد مستقل، لقوا فيك فرصة للاستراحة" من المعرك.كنت أنا الابن المريح، اللي بيمشي جنب الحيط وبيسكت ويضحي بنفسه عشان الجو يفضل هادي.  أبويا وأمي كانو في الغالب بيشتكو من المصاريف كل ما حد من أخواتي يطلب حاجة وكانو في الغالب بيمدحوني لما ييجي حد من أخواتي يطلب منهم حاجة ويقارنوني بيهم وبيتكلموا قدام أخواتي عن ازاي انا براعيهم وطلباتي قليلة وانا كنت ببقي مبسوط جدا ان ابويا وأمي بيمحدوني علي قنوعي وطاعتي والحقيقة انا كنت بعمل كدا مش علشان مش عايز حاجة لكن علشان أنا متعلق بيهم ومش عايزهم يحرموني الحب اللي باخده منهم ونتيجة دا اني طول حياتي بستكتر علي نفسي أي حاجة وبحس اني مستحقهاش حتي بشوف اني مستاهلش أتحب وأدخل في علاقة وان أي حب مشروطوبشوف اني بستعبط ومستحقش اني اتألم وانسحب من المجتمع لأن الناس اللي في حروب ومجاعات وأمراض وابتلاءات أكبر يستحقو الألم أكتر مني كبرت وقابلت ناس أكتر وبدأت أشوف ان العالم أكبر من حيطان البيت بتاعنا ولما وصلت للأعدادية كنت خلاص تخلصت من تقديس أبويا وأمي وبدأت اتمرد وأخالفهم علي الرغم انه كان لسه حبهم ليه قيمة كبيرة بالنسبالي لكن العالم قدر يوصلي بنفس الطريقة اللي ابويا وأمي تملكوني بيها عن طريق استغلال قلة ثقتي بنفسي وانهزامي النفسي وورغبتي في الاحساس بالانتماء ورؤية نفسي من خلال اراء وتقدير الاخرين وعلي الرغم أني كنت بكبر وظاهريا بزهد في رأي ابويا وأمي فيا الا اني كنت مازلت بعاني من كل أثار سجن التنشئة المشروطة اللي اتربيت عليها وروحت أخدم سيد جديد وهو العالم المادي المنحل اخلاقيا والفاسد فكريا انا بس ساعات بسرح واقعد اعد في الحاجات اللي لو كانت مختلفة مكنش هيبقي دا الوضع اللي انا فيه وكل ما اعد في حاجات بحس بحسرة وندم لكن بيبقي ليها لذة من نوع خاص بس أنا متأكد ان كل دا ربنا قدره ليا لأسباب مش هقدر أفهمها انا مش عارف انا بحكي ليه طالما مفيش حاجة ممكن تتغير يمكن انا بحكي يمكن حد يقدر يrelate ويحس ان في حد شبهه او الاقي ان حدي شبهي واشك انه هيكون في حد غبي وساذج للدرجة انا حاسس اني عايش غريب في الدنيا حتي أخواتي اللي اتربو تحت نفس الأم والأب معندهمش مشاكلي بنفس الحدة دي والحمدلله مطلعوش زيي

1

2