
Blueberry_29908 🇪🇬
1 month ago
.
Feeling Lost
أول مرة سمعت الأغنية، حسيت بإحساس غريب، حاجة أشبه بالذكريات بس مش ذكرياتي، كأن في حاجة جوايا بتحاول تطلع بس مش قادرة. كنت حاسة بقلق، بخوف، بس في نفس الوقت كان في حنين غريب مش عارفة مصدره. كل ما سمعتها، الإحساس ده بيزيد، كأنها بتفتح باب لجوايا، باب لحاجة المفروض كنت نسيها أو يمكن متعمدة أنساها. بعد فترة، المشهد جه قدامي لأول مرة... ورقة مكتوب عليها 2015 باللون الأحمر، ملوثة بالدم. كنت قاعدة قدامها، حاسة بتقل غريب في صدري، كأن قلبي مش قادر يضخ دم كفاية، كأن في حاجة واقفة في حلقي ومش عارفة أتنفس. إيدي الشمال كانت متلطخة بالدم... مش مجرد بقع، لا، الدم كان مغطّي كفّي بالكامل. كنت ببُصّ لها من غير ما أفهم، ومن غير ما أقدر حتى أرفعها أو أمسحها. كان في حزن... بس مش أي حزن. حزن قاتل، كأن في حاجة اتكسرت جوايا ومش هتتصلح تاني. قلبي كان بيدق بسرعة، بس في نفس الوقت كنت حاسة بتقل رهيب، كأن حد ضغط على صدري ومنعني من التنفس. كان في دموع، بس مش كنت عارفة أنطق أو أصرخ، كل اللي كنت قادرة أعمله إني أبُصّ لإيدي، أبُصّ للدم، وأحاول أفهم... دم مين ده؟! ليه حاسة إنه دم حد كنت بحبه؟ حد فقدته؟ حد كان جزء مني وراح؟ قمت من مكاني، قلبي كان مقبوض، حسيت بخوف مش طبيعي. وصلت للباب، ولما خبطت عليه، فجأة حسيت بإحساس غريب، كأن حد خبطني جوا دماغي من جوه. كأن فيه حاجة اتحركت، حاجة كانت راكدة بقالها سنين. فتحت الباب وعدّيت من خلاله، لقيت نفسي واقفة قدام ممرين. مشيت ناحية اليمين، وكل خطوة كانت بتقل أكتر، كأن رجلي تقيلة، كأن كل خطوة بأخدها بتشدّني لجوا أكتر. وصلت لغرفة المعيشة، ولقيت الكيانات السوداء دي واقفة، بتبصّ لي، بتبتسم بابتسامة باردة، غريبة، كأنها بتتفرج عليا وأنا بتفكك. كل حاجة في الغرفة كانت غريبة، الألوان كانت باهتة، إلا الأباجورة... كانت سوداء، سودة بطريقة مش طبيعية، كأنها بتمتص أي نور حواليها. حسيت إن رجلي مش قادرة تتحرك، كأن حد ماسكني، كأن في قيد غير مرئي ربطني في مكاني. خوفي كان بيزيد، كنت حاسة بضيق، بحزن، بحنين لحاجة مش فاكرة هي إيه. صرخت وقلت "إنت ماسكني ليه؟!" فجأة، طلع لي شخص من العدم، بس مشيت وسبته... ما كنتش عايزة أعرف، كنت عايزة أهرب. لكن الهروب كان مستحيل... لأن بعد فترة، لقيت نفسي واقفة فوق منحدر عشبي، بنَفْس الهُدُوم السُودا، وبإيدي الملطخة بالدم... بنفس الإحساس المميت. كنت بجري، بهرب، بس مش عارفة من إيه. وقفت على حافة المنحدر، بصيت للمدينة تحت، كنت حاسة بفراغ غريب جوايا، كأن قلبي مش موجود، كأن روحي نفسها مش موجودة. فجأة، لقيت نفسي بقول بصوت عالي، بصوت مكسور، مرعوب، مليان وجع: "أنا بهرب ليه؟!" وهنا... فجأة، صوت دخل دماغي، نبرة باردة، مليانة اتهام، مش صوتي، مش حد أعرفه، لكنه كأنه عارفني أكتر من نفسي، وقال: "عشان إنتي..." وبعدها... سكت. الصوت اتقطع، وكأنه سابني تايهة في نص الإجابة، تايهة في نص الحقيقة. كل اللي فضلت حاسة بيه هو الفقدان... الفقدان اللي كان بيملى كل خلية في جسمي. أنا فقدت حد؟ فقدت نفسي؟ فقدت حياة كاملة؟! ليه الإحساس ده حقيقي قوي كده؟! ليه لما بصحى منه، بحس كأن الحياة اللي برجع لها مجرد قشرة؟ كأنها مش الحقيقة؟! كل مرة بسمع الأغنية، بحس إني بغرق أكتر في المشهد ده، في المشاعر دي، في الحزن، في البكاء، في الخوف، في الوحدة، في الفقدان اللي ما ليهوش تفسير. بقيت عايزة أعيش اللحظة دي للآخر، أو على الأقل أفهمها، بس في نفس الوقت... أنا مرعوبة من اللي ممكن ألاقيه لو فضلت أحاول.
7
0