عاوزه أوجّه اعتذار لأحد أساتذتي. الأستاذ ده دخلت معاه في نقاش عن تقلبات الحياة بين زمان ودلوقتي، وأنهي أفضل: الحياة البسيطة اللي كان الإنسان فيها كل همه قوت يومه ويعيش اليوم بيومه، ولا الحياة دلوقتي، اللي تلاقي فيها الإنسان مش بيشتغل علشان النهاردة ولا بكرا، ده بيشتغل علشان بعد بعد بكرا، لليوم اللي ممكن يضيق فيه الحال. وبيقدم في المقابل راحته، ووقته، وحتى رغباته. أستاذي كان مع الحياة البسيطة، وأنا كنت شايفة إن الإنسان خُلق للكد والتعب، وإنه لازم يفكر في بكرا، مش بس في النهاردة. بس من منظور تاني، كل واحد فينا كان بيختار اللي ناقصه. أستاذي تعب أوي، وكان بيدور على الحياة البسيطة اللي مش متاحة، لكنه رغم كده، لسه بيكد وبيتعب علشان يحقق شكل الحياة اللي إحنا عايشينها حاليًا. أما أنا، فمكنش ليا صلة حقيقية بالحياة الواقعية المريرة، كنت بس عايزة أكون جزء منها علشان أحس إن ليّا قيمة، أو بمعنى أصح، علشان أكون شبه اللي حواليا، علشان أبقى ضمن القطيع. ولما بقيت فعلاً ضمن القطيع، فهمت كلام أستاذي. وعلشان كده، بقدّم له اعتذار من قلبي.

6

0