فقدت الثقة في كل شيء، حتى في نفسي. كنت الراجل اللي بيدّي بإخلاص، اللي بيصدق في الناس وبالحب وبالنية الطيبة. كنت فاكر إن الطيبة هتجيب طيبة، وإن الوفاء هيترد بوفاء. بس اللي حصل خلاني أفوق على صدمة، صدمة خلتني أفقد جزء من قلبي، وجزء من روحي. دلوقتي بقيت النسخة الهادية، الباردة، اللي ما بقتش تحس زي زمان. لا بفرح قوي ولا بزعل قوي. كل حاجة بقت عادية، وكل الناس شبه بعض. حتى لما حد كويس يحاول يقرب، بخاف، بخاف أصدق تاني، بخاف أدي فرصة وأتعلم نفس الدرس من جديد. يمكن الراجل لما يفقد مشاعره ما يبقاش قاسي، بس بيبقى موجوع. موجوع من كتر الخذلان، ومن كتر الوجوه اللي بتتبدل بعد أول اختبار. بقيت أتعامل بعقلي مش بقلبي، وأحسب كل خطوة كأنها حرب. كبرت وعرفت إن الناس من بعيد أحلى، وإن الحب مش كل حاجة، وإن العيون ممكن تكدب، والمشاعر ساعات بتكون مجرد لحظة وتنتهي، وإن مش كل القلوب زي قلبك. يمكن الشخص الصح ييجي، بس بعد ما قلبي بقى صعب يرجع يفتح بابه تاني. يمكن ييجي ويشوف فيا النسخة اللي اتكسرت بس لسه بتحاول تقوم. اللي اتعلمته إن الثقة أغلى من الحب، وإن الخسارة الحقيقية مش إنك تفقد حد، لكن إنك تفقد نفسك وإحساسك. دلوقتي، أنا مش بدوّر على حب، أنا بدوّر أرجّع نفسي… النسخة اللي كانت بتحب بصدق، بس اتعلمت تحب نفسها الأول.

2

1