في البداية كان الحب من طرف واحد، شعور صادق وعميق تجاه بنت كانت قريبة من قلبي رغم المسافة اللي بيننا. كنت بتمنى من كل قلبي تكون من نصيبي، وأدعي لها وأتمنى لها الخير، وأحيانًا كنت بحلم بلحظة تجمعنا. لكن مع مرور الوقت، ومع التفكير العميق في العلاقة والواقع اللي بينا، بدأت المشاعر تتغير. الحب العاطفي اللي كان موجود تحول تدريجيًا لشعور مختلف؛ حب أفلاطوني. بقيت أشعر بالاحترام والتقدير، وبأن كل اللي أقدر أقدمه هو تمنّي الخير لها من بعيد، من غير أي رغبة أو قدرة على التأثير في حياتها أو الكشف عن أي خطوة مستقبلية تخصني. التعامل أصبح طبيعي ومهني، خصوصًا إننا زملاء في الشغل، ومهم عندي نحافظ على العلاقة دي بدون أي إحراج أو ضغط. الدرس الكبير هنا إن الحب مش دايمًا معناه ارتباط أو تملك، أحيانًا الحب الحقيقي هو احترام الآخر وتمني له الخير، حتى لو كان بعيد عنك أو في مكان عملك. القبول بالمشاعر الجديدة والقدرة على العيش بسلام داخلي جزء من نضج القلب وفهم النفس. وفي النهاية، كل اللي أتمناه دلوقتي هو لها النجاح والسعادة، وأدعيلها من قلبي: ربنا معاها، وكل خير. مش محتاج تعرف أي حاجة عن حياتي أو خططي، ومش شعور ضعف، ده صراحة مع النفس ونضج في التعامل مع مشاعر الحب والتحولات اللي بتمر بيها الحياة، خصوصًا لما تكون الشخص ده زميلتك في الشغل. ومش عايز اربط مستقبلي بيها

8

2